قصص قصيرة جدا
زينب الخالدي
بطاقة
اختلفا ..تعالت أصواتهما ...تواجها ...قدحت عيونهما بالشرر ...تحركت أيديها في كل اتجاه... صمتا ...أدار ظهره وخرج فتهاوت باكية...وفي الصباح فتحت عينيها على وردة جورية حمراء تحتضنها بطاقة كتب عليها" أحبك ...سامحيني "
تجميل
صالونان متجاوران أحدهما لإزالة الدهون ونفخ الشفاه وشد البشرة لا مكان فيه لموطئ قدم ، والآخر لإزالة دهون ورواسب الذهن ، وشد وترميم خلايا الدماغ ونفخ الروح بالمعرفة "يكش دبان"
صورة
أحاطت بها الكاميرات من كل جانب
الكل يتهافت حرصاً على التقاط أفضل وأجمل صورة
لعلها تكون الخبطة الصحفية التي تحقق لصاحبها حلمه بالفوز بأجمل لقطة
هي ليست ملكة جمال ولا عارضة أزياء تعرض جسدها رخيصاً
إنها لبقايا امرأة تحتضن شبه طفل تشيح بوجهها الذي انطفأ فيه كل بريق للحياة
،وبهيكلها العظمي الذي تغطيه غلالة من جلد متغضن، وعينيها المغروستين في جمجمة ذابلة المثقلتين بالحزن واللتين اختزلتا مأساة اثني عشر مليون جائع
في القرن الأفريقي هم على موعد مع الموت
منتهى الديمقراطية
جلس إزاءه ثبت نظره في وجهه
وقال له : تحدث ما الذي يمنعك ؟!
اكتب بحرية من ذاالذي يمنعك ؟!
وبقدمه أزاح الأسنان المتساقطة ،
واللسان المقطوع والأصابع المبتورة
(قرصنة)
يصادرون الصور من الأحداق
والكلمة من الأشداق
يقتحمون الأبواب
من حي إلى حي و
من منزل إلى منزل
ومن رأس إلى رأس
ليغتالوا الأحلام
ويكتموا الأنفاس
مجهولون))
يخرجون من أمامك ... من ورائك ... عن يمينك ... عن شمالك .. من فوقك... من تحتك ... يحاصرونك فأين المفر؟
(تحليق)
نظر حوله فإذا الأشواك تحاصره من كل مكان
فجأة نبت له جناحان فطار محلقا في الفضاء
(أسلاك شائكة)
تفصل بين الروح والجسد
وعندما تنغرس الأشواك في اللحم تسيل الروح دما لتتوحد بالجسد
(حوار)
بين الرصاص والجسد
بين الدم والتراب
بين الموت والروح
بين الصراع والبقاء
لكن لاحوار يشبه الحوار
بين وبين
مابين ميدان السبعين وميدان التغيير
مابين الشعب يريد .. والشعب لا يريد
تهنا وتاهت الشعارات
وأخشى ما أخشاه بعد انتهاء الثورات
أن يمسح المسجد الأقصى عن وجه الأرض
بحجة توسيع الساحات للاحتجاجات والاعتصامات