ما بيننا أكبر من الحب
إيمان شراب
[email protected]
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم!ماهذه الزوجة النكدة؟ أسبوع وهي على هذه الحالة! أدخل البيت فأجدها عابسة!الأبناء حولها يتحلقون لم تنته بعد من تدريسهم! ملابسها هي هي منذ أيام! تنتظر دخولي حتى تتذكر أن لها زوجا جائعا متعبا، فتتحرك حضرتها لتعد عشاءمللت تكراره! وهذا كله غيربكائها وعويلها دون سبب! مللتها ومللت نكدها! لن أعود للبيت، سأظل هاربا!
بعد ساعة شعر ببعض هدوء ، فاكتشف أن حوله أشياء جميلة : ورد أحمر وأبيض! المودة والرحمة!
في ذلك اليوم البعيد ، احتفلنا بحبنا، زينتُ الحجرة بباقة من الورد الأحمر والأبيض، وقلت لزوجتي : تشبهك هذه الورود كثيرا ، هي تذكرني بك،تسرني وترسم ابتسامة لذيذة على وجهي... وتسريني عندما أنظر إليك، تسريني عندما أراك لي محبة وعلى الأبناء عطوفة حنونة ولهم راعية، ولعائلتي موقرة مقدرة، وعلى أسرارنا وأموالنا أمينة، تسريني عندما آكل طعاما صنعته يداك، وأقدر صنيعك عندما تستيقظين معي وأنا غاد إلى عملي تعدين فطورا نتناوله معا، أحبك وأنت تودعيني بدعاء وحب وتستقبليني
بدعاء وابتسامة هي البلسم، تعجبني طاعتك ورضاك وقناعتك، أبتسم رضى وحمدا لله عندما أراك حريصة على الصلاة معينة لي على الطاعة، ويغرقني في السعادة حديثك الحلو العذب وحوارك الذكي المهذب..
أنت أم جميلة واعية وزوجة ودودة وأنثى رقيقة.
وفي جهة أخرى، الزوجة في بيتها شديد حزنها، معصور فؤادها! ما الذي حدث لكل هذه الثورة؟ ماذا قلت له؟لماذا لا يصبر على بعض أوضاعي؟ لماذا لا يقدركم أنا مضغوطة مطحونة؟ ألا يستغرب مزاجي الذي يتكدر أحيانا، فيسألني عما بي؟ أحتاج هذا السؤال يازوجي من حين لآخر، وأحتاج أن أقول لك أنت تحديدا كم أنا متعبة مرهقة! أحتاج أن أضع رأسي على كتفك أفرغ شحناتي المريضة! ولكنك دائما تريدني المبادرة!
أحتاجك يا رسول الله لأقول لك إن زوجيينسى كثيرا ما أوصيتهم"رفقا بالقوارير" وينسى أنك قلت :" أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً، وخياركم خياركم لنسائهم" !...
ثم .. وقعت عينها على ذلك المزيج الصناعي من الأبيض والأحمرالمنسجم في حب، لكنه حزين في مزهريته! .. ورودنا هذه أسميناها منذ زمن مودة ورحمة..أهي مجرد شعارات يازوجي؟ سامحك الله كم أحزنتني! عادت تنظر للورد بحنان! عقلها يشتغل ليذكرها ما نسيته في موجة الغضب ..
لكنه طيب في معظم أيامنا، ولا أنكر أنني أحبه وأحب كثيرا من خصاله، أحب احترامه لعائلتي، وأحب كرمه وسخاءه، ولا أنكر حنانه.. أحمد الله دائما لتعلقه بالصلاة والمساجد،يعجبني بره بوالديه، يدفعني دائما للأمام.. يسعد بنجاحي وإنجازاتي، هو والد أبنائي.. ويصبر فعلا على أيام أقصّر فيها ..
يبدو أنني نسيت أنا أيضا يا رسول الله ما قلتَه:"لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها"! لو أصدر الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الأمر لسجدنا لأزواجنا! ما أعظم حق الأزواج! يبدو أنني تماديت في.....
يُفتح الباب بعد جرس قصير ، باقة كبيرة من الورد الأحمر والأبيض تتقدم الزوج الداخل .. يقبّل رأس الزوجة ، يبتسمان معا ، ويؤكدان عقدا بينهما، أن المودة والرحمة هي أساس بيتهما وعلاقتهما .
كَتَب على البطاقة : يا زوجة ملأت قلبي وعقلي ، ما بيننا أكبر من الحب ، إنه مودة ورحمة .