الفساتينُ الثلاثة

مصطفى حمزة

[email protected]

وقفت الصبيّةُ الجميلة أمامَ واجهةِ أحدِ المحالّ الراقية،تُفاضلُ بينَ ثلاثة فساتين لتختارَ واحِداً منها .

قالَ لها الفستانُ الأول : أنا ثوبُ العِفّةِ والطهارة،فضفاضٌ لا أشفّ،أردّ عنكِ الأبصارَ والنوايا السيّئة،فيّ هُويّتك بينَ النساء،وإلى ذلك أنا جميلٌ وأنيق،فاشتريني لا تندمي .

وقال لها الثاني : أنا مثلُ الأوّل حشمةً وسَتْراً ، بيْدَ أنّي أزيدُ عليهِ بطرازي التراثيّ النادر وخياطتي الأنيقة الفاخرة ، فخُذيني لا تندَمي .

وقالَ الثالثُ : لا تسمعي أيتها الصبيّة الجميلة إلى كلام جاريّ؛فإنّكِ إنْ لبستِ أحدَهما تجنّبك كلُّ خاطب وطالب ، وكانَ مصيرك إلى العُنوسةِ والبوار ، انظري إليّ وتخيّلي جسدك الجميل داخلي ، أبدي مفاتن يديْكِ وصدركِ وقدّكِ ، فَخُذيني تربحي .

 هنالكَ ناداها صوتٌ في صَدْرها ؛ فتبسّمتْ للفستانِ الثالث وغمزتْ له بعَْيْنِها ، واندفعت إليه  داخلَ المحلّ ، ولم تنتبه لزجاج الباب الذي تهشّمَ بها ، فذبحتها إحدى شظاياه !