زنقه.... زنقه

أحمد صرصور

[email protected]

روى لي ابو بشار, وليَّ هو مستشار, وناقل اخبار, قصة ابنة الجار, وما سببته لنفسها من عار, بل هدم لحياتها ودمار, بسبب الاستهتار, وهذه قصتها باختصار.

قال لها: اريد الاقتران بك يا قمر.

قالت له: وهل تستطيع ان تدفع المهر, وتلبي طلباتي من اكل ومشرب وسهر؟

قال:- كل ما تأمرين به من اموال مقدم في سفط. واتعهد بدفع ما يخطر ببالك من مؤجل ومقسط. لكن ما خاب من اشترط , وشرطي ليس بشاق ولا يسبب السخط.  فانا اعرف انك مغرمة بل مدمنة على تناول الفجل المنحط. اريد ان لا تتناولينه قط , وكلامي ليس هَرَط , وانت تعلمين ان كل من اكله ورط , عديني بذلك يا احلى رهط , ولاتتهميني باني رطيط , او اهبل وعبيط , فغاز الفجل ضربه قحيط , ومن شمه لبط , وما نبط , وعلى اعضائه شدَّ وقمَّط , وفي دمه تخبط .

بارك المأذون هذا الاتفاق, وتَوَجَهُ بالوفاق, وتم الزواج وأ ُحل العناق.

و بسرعة وعلى عجل, حملت الزوجة بالنجل, ويا مصيبة هذا الرجل, فقد كان وحامها على فجل.

قررت في احد الايام, ان تخرج وتبحث عن ازكى طعام, والفجل طلبها وطلب الوحام , وبدون كثرة كلام, دخلت الى مطعم حمص, وطلبته مع الفول مدمس, وبالزيت مغمس, والخبز مكدس.

وطلبت المقبلات بشكل غير معقول, وطبعا لم تنس ان تطلب من المسؤول, عدة رؤوس فجل ومن البصل فحول, ولما حضر المنقول, صرخت باعلى صوتها المسعول, يحيا الحمص مع الفول.

توالت لقمات الحمص على معدةٍ. مفجوعةٍ, كمعدة قردةٍ, تتبعها قضمات الفجل بشدةٍ. وكانها جلمود صخر حطه السيل من على سدةٍ. هذه الفحول اختفت من الطاولة بسرعةٍ. الى جوف موحومةٍ, فنسيت زوجها وما له من مودةٍ, صحتين والف عافيةٍ.

لم تعمل حساب المثول, امام زوج العلول, وما اليه الاحداث ستؤول, من خلطة الفجل والحمص مع الفول, فامعاؤها لن تقدر على احتضان كل ما ستفرزه من طاقة وغازات, ستخرجها على شكل متفجرات, محدثة دوي فرقعات, بلا ضوء وومضات,  لكنها شديدة الأ ُوار . وهنالك سيطول الحوار, ونسمع الخوار, ويلتم عليها الصغار والكبار.

لكن سعاد المفجوعة بجنون, اصرت ان تغيب الذهون, وتملأ البطون, وليكن ما يكون, في هذا اليوم المشؤوم.

 فما دامت قد تورطت بهذه الاكلة, فلتشفي غليلها, وترضي وحامها. وليكن بلا حدود, ولياتي الوقت الموعود, ولن تهتم للردود, حتى لو تطلقت من اسد الاسود.

وفي ساعات الظهيرة, اصاب جسمها الانحلال. وللخور مال. وكانت كفة يدها منهمكة بالذهاب, والاياب. على فتحة ثغرها الجذاب. لصد تثاءبها الأتي من السرداب.

فاول الدلائل قد هلت, وكركرة الامعاء تجلت, والخوف ان توالت, وساعة عودتها للبيت حلت, ففكرت في نفسها وقالت:

ساسير مشيا على الاقدام, وقبل ان اصل البيت اتخلص من الزحام, واضع راسي وانام, قبل ان يعود زوجي المقدام, وهكذا لا احد رأى ولا كان  ما كان. وسابقى له مدام. هيا الى الامام الى الامام.

كانت تسير في الشارع, تطلق من الشاستوم غاز متسارع, كالغاز الذي ينطلق من شاستوم طنجرة الكوارع, بكل حرية ولا مانع, وكركرة الامعاء تقارع, وما ان اقتربت من بيتها الرائع, حتى تخلصت من قليل من الموانع, كانت اصواتها كالمدافع.

وصلت الزوجة الموحومة, تلفحها روائح مشؤومة, وضاعت حساباتها الموهومة, وكم كانت مصدومة, عندما رأت زوجها في انتظارها يرحب بها بنعومة.

هذا ليس بالحسبان فقد حدث خلل, والافلات امامه حادث جلل, يا ليتها استكفت بمخلل, وتركت الفجل المدلل, دلوها... ما العمل؟ وماذا تفعل؟؟؟

رحب الزوج بسعاد. وقال لها وصلتي بالميعاد. فلك عندي مفجأة اعياد. وشدّ على عينيها بمنديل, ليفاجئها بمنظر جميل, وسار بها في الممر الطويل, ينير ضربها كالقنديل, يده في يدها, والاخرى على جسدها النحيل, ويدها الثانية تتحسس الظلام كي لا تميل, والخوف يغشاها من ان ينسحب الفتيل, فتنطلق واحدة ترديه قتيل.

وبينما هو سائر بها الى غرفة الجلوس تسير من خلفه كفانوس رن التلفون المنحوس فطلب منها الجلوس .وكتم النفوس ولا ترفع من عينيها المنديل المكبوس حتى ينظر امر من في التلفون يغوص .

لم يسعفها من هذه المخاوف, الا رنة جرس الهاتف, فالتلفون عنها بعيد, وهذا وقت سعيد, ان تتخلص من الضغط الشديد, الذي انتابها من جديد,  فاخذت ترفع رجلها وتطلق المزيد, اطلقت العشرات او يزيد, منها القوي ومنها العنيد, ومنها رائحته ذو وقع بغيض, ثم تهوِّي بكف الايد, معتقدة انها ازالت الرائحة على الاكيد, وكل ذلك قبل ان يعود الزوج الصنديد.

وهاو الزوج يعود, وهي ما زالت في قعود, وقلبها في نزول وصعود, خوفا من ان يُكشف امر الرعود.

قال لها زوجها :انا اليوم مسعود, وعليك محسود, فاليوم عيد ميلادك المرصود, اقدم لك هدية سياره عنود, في يومك هذا الموعود, امام كل هؤلاء الشهود .

ورفع المنديل عن الراس, واذا بالغرفة تغص بالناس, منهم من كان يضحك بوسواس, ومنهم من امسك بانفه الحساس, ومنهم من قطع الانفاس, ومنهم رفع في صحتها كاس. لكنهم وقفوا جميعا يصفقون لها بحماس. انهم سمعوا ورأو كل شيء حساس , ولم ينبسوا بكلمة هؤلاء الانجاس.

ما ان رأ ت المسكينه امامها القرايب, والحبايب, والغرايب, حتى صرخت باعلى صوتها الذايب: يا للمصايب!!!!!!!! يا للمصايب !!!!!!!!!!

اغمي عليها في الحال, وسكت الضيوف عن القيل والقال, ولم يخبروا الزوج المتعال, بما رأوه او سمعوه من افعال. 

 والزوج المسكين, اعتقد ان اغماءها كان من فرحتها في الهديه وعيد الميلاد والتزيين.