قصص قصيرة جداً
مصطفى حمزة
تاجرٌ وشاعِرٌ
تاجرٌ وشاعرٌ جَمَعَتْهُما مُصادفةٌ في سفرٍ . قالَ التاجرُ للشاعرِ : أنتمْ يا أهلَ الشّعْرِ والعواطفِ أناسٌ سُذّجٌ إلى حافّةِ الغَباء ؛ تَعُدّونَ أعمارَكُمْ بِدَقّاتِ قُلوبكم وارتعاشاتِ أحاسيسكمْ ! قالَ الشاعرُ للتاجر : وأنتم التُّجّارَ ، كيفَ تَعُدّونَ أعمارَكُمْ ؟ قالَ التاجرُ : نَحْسُبها بأرباحِنا التي تخفقُ لها قلوبُنا ..
تبسّمَ الشاعرُ بأسفٍ وقالَ : ويْحي عليكم ، كمْ تموتونَ صِغاراً !!
شهيّة
في المُجمّع الاستهلاكيّ الهائل كانت شهيّة الزوجين مفتوحة على آخرها ، يتلمّظان إلى ما تقع عليه عيونهما ، فتتسابق أيديهما وتُعرِّمُ في العربة التي يدفعانها معاً .. فالمال وفير والسـيّارة صندوقها كبير ومتعة التسوّق لَعوبٌ لا تُقاوَم !
ولكنْ حينَ تُنصَبُ مائدةُ الطعام ، يكونُ للمعدةِ دَوْماً قرارٌ آخر !
ثَوْراتٌ وزوْجاتٌ
بعدَ سَهْرةٍ تلفزيونيّةٍ حافلةٍ بأخبار الثوراتِ الشعبيّةِ العربيّة ، التفتَ إليها وقال مُحَبطاً أسِفاً :
- كلُّ الثوراتِ تنجحُ ، والأنظمةُ تتغيّرُ ، إلاّ ثوراتِنا نحن الأزواجَ عليكنّ !!
قهقهَتْ وقهقهَتْ ، ثم أجابتْ بلهجةِ الحاكمِ الواثقِ ، مُلتذّةً بِطعمِ كلماتِها :
- ذلكَ لأنّ اللهَ يحفظُنا بـسورة قل هو الله أحد، وقُلْ أعوذُ بربّ الفلق ، وقل أعوذ بربّ الناس .
أجابها ممتعِضاً :
- وبالأعرافِ .. أيضاَ !