يا أيها المدثر

حسن الحسين / مغترب سوري في موسكو

[email protected]

جلس الكاتب خلف مكتبه الوثير برفقة بحة ضوء وقارورة صمت.. وبصحبة كوب شاي ومقبرة سكائر ترتل سورة الدخان وتترحم على أعقاب اللفائف في جوفها..

أمسك بالقلم وأخذ وضعية الانطلاق بانتظار صافرة البداية

انتظر طويلا

عصر جبينه..

نادى شياطينه وملائكته..

لكن شبح الجفاء تصدى له..

لم يكتب حرفا بعد..

ضجر القلم في يده..

تأفف الوقت من كابوس فشله

ملّ كرسيه من مؤخرته الباردة

تسرب إليه نشيد جنائزي يعلن اسدال ستار المحاولة..

استسلم الكاتب لقدره ونهض إلى سريره وغاب تحت الغطاء

كادت الغفوة أن تلتهم جفنيه حينما لكزته الفكرة وقالت:

-         آسفة لتأخري عليك.. هل ستستضيفني أم تكسر بخاطري وتنام..

تردد الكاتب بين فرصة الكتابة ودفء المخدع واغراء النعاس..

طال تردده..

لملمت الفكرة خيبتها وانسحبت من سريره وفتحت الباب لتغادر.. فصاح الكاتب:

-         لحظة ياحبيبتي لاتخرجي وسط الظلام أخشى عليك من البرد وقطاع الأقلام ..هيا إلى مكتبي..

وقام بواجب الضيافة حتى مطلع الفجر.