قصص قصيرة جدا (2)

محمود احمد الشمايله

محمود احمد الشمايله

[email protected]

أنتحار مع وقف التنفيذ

خسر كل شيئ ، زوجته ، اولاده ، ماله ، نفسه . شعر أنه عبء على الحياة ولا فائدة ترجى منه .

صعد اعلى المنحدر وقرر أن لا ينظر خلفه ، لحظة ارتطامه بالارض ، سوف لا يعنيه من سيجد جثته ، لا تعنيه جنازة فاخره ، ولا يعنيه الدائنون ، هالة بيضاء ملأت عينية لم يكسرها سوى سرب فراشات قد اخترقها ، تذكر أنه لم يطعم قطته الصغيره التي حبسها داخل المنزل ، قرر أن يؤجل انتحاره الى يوم اخر .

الأديب الكبير

         لم يفهم شيئا مما قاله الكاتب المشهور في نقده لقصته الاخيره ، ولكنه ظل مشغولا في استحضار ما قاله ذلك الأديب ، طرد النوم من عينيه وأشعل الأضواء حوله وهو ما زال يفكر ....

  قال الناقد : إن هذه القصة في بنائها الفني جيده ، أبتسم وهو يحك رأسه ويمسح جبينه محاولا الفهم ....

قال الناقد : إن البحث في العمق النفسي للشخوص يخضع إلى حالة من التماهي بين ...بين ... بين ... بين ماذا ؟ بلل ريقه بقليل من الماء وتلفظ بصوت مسموع بين ... بين ... أصابع القدم اليمنى والإذن اليسرى ..

قال الناقد : المسألة مهمة جدا ...

بدأ  العرق يتصبب من جبينه ، لم يفهم شيئا ، غسل وجه بكثير من الماء وراح يستحضر وصايا الناقد  الذي قال :

عليك  يا عزيزي أن تراجع كتب التراث وأن تحفظ العقد الفريد غيبا وعليك بمقدمة ابن خلدون ، وحديث عيسى بن هشام وطوق الحمامة ولا تنس أن تحفظ كليلة ودمنة لابن المقفع .

شعر بصداع شديد . فعرف أن عليه أن يطفئ الأنوار كي يفهم  ما اراده الأديب الكبير.

أمــــل

القى برأسه بين كتقيه ، وضل يصعد ، يصعد ،  ويصعد ، شعر بتعب شديد ؟،خارت قواه ،اصاب جسده الضئيل النكس ، غزا الشيب شعره احدودب ظهره ،  توقف فجأة وراح يصعد بناظرية . كانت المسافة ما تزال بعيدة ، بعيدة وبعيدة ، شعر باليأس والخيبة ، نظر الى الخلف فوجد ان ما قطعة ليس باليسير ، فقرر ان يصعد من جديد .