طعم الحياة
15كانون22011
عبد القادر كعبان
عبد القادر كعبان
بالصدفة استوقفني وجهه الطفولي البريء وسط شوارع المدينة المزدحمة بالقسوة. يصطدم بكل من يمر به مرددا:
- عناوين هامة.. أخبار جديدة..
لحق بي:
- أستاذ، يومية "الحياة"..
فجأة تذكرت ما قالته لي زوجتي صباحا:
- متى سنذوق طعم الحياة..
احسست لحظتها أنني عاجز عن قلب مفهوم ”الحياة“ في مدينة صاخبة تدخل الكآبة الى النفوس.. تذكرت تلك القرية النائية التي تركتها باحثا عن معنى الحياة وسط مجتمع مدني لطالما سمعت عنه أغرب الحكايات..
قاطعني:
- أتريدها..
أجبته:
- لا شكرا..
ألح بنبرة استعطاف:
- أستاذ أمي مريضة، و انا بحاجة الى ثمن الدواء!
عندها أدركت أننا جميعا مرضى بحاجة إلى دواء لنتذوق طعم الحياة.