قصص قصيرة جداً
عادل العابر - الأحواز
1 - اللصوص
فيما كنا نسير وصلنا إلى مخفر الشرطة،
سألني ولدي ذو الرابعة من عمره:
من يسكن في هذا البيت يا أبي؟
قلت: اللصوص!
واستطرد سائلاً: وهل يسرقون في بداية الليل أم في منتصفه؟!
قلت: بل في وضح النهار!
ثم طلب مني أن أخبر الشرطة عنهم!
فضحكنا أنا وأمه حتى دمعت أعيننا وكان هو وأخوته يكركرون معنا،
وانتهت القصة دون أن يتابع أسئلته المحرجة.
2 - المجنون
رشح المجنون نفسه من الأحواز المحتلة لإنتخابات النيابية،
ولكي يسخر الرئيس من العرب أيّد صلاحيته ودخل في قائمة المنافسين!
ولكي يسخر العرب الأحوازيون من الإنتخابات الإيرانية صوتوا للمجنون!
وبعد فرز الأصوات ...فاز المجنون!
وعندما دخل البرلمان الإيراني طالبهم بكل الطلبات التي كان يسمعها من الشعب في الأحواز:
حقوقنا من النفط، الدراسة باللغة العربية، إلغاء ممنوعية الأسماء للمواليد... وحتى الإستقلال!
ومنذ ذلك اليوم ... صار النواب الإيرانيون يسمونه مندوب المجانين!
وصار الشعب الأحوازي يسميه حكيم المندوبين!
3 – الإنتخابات
ترشح التلميذ لشورى المدرسة،
ولصق صوره على حيطان الصفوف وواعد التلاميذ بــ :
مبردات ماء مصفى!
صفوف خصوصية بالمجان!
نزهة جماعية في كل شهر!
مدفئات خلال فصل الشتاء!
سأله مدرسه ناصحاً: لماذا تواعد التلاميذ بما لست قادراً على تحقيقه؟!
قال بكل وقاحة: هكذا فعل أبي وفاز في الإنتخابات البرلمانية!!!
4 - الخديعة
ما انفك يضرب الطفل ويلسعه بشتائم قبيحة،،
ــ ماذا أفعل بهذه الدراجة وأنت أضعت مفاتيح الأقفال؟
تجمع الناس حولهما وأنبوا الرجل لضربه الطفل الذي بدأت الدموع تتراكض على خديه.
خاطب الرجل الحشد المؤنب مستفهماً: أرشدوني، ماذا أفعل؟
فاقترح بعضهم أن يحمل الدراجة النارية في سيارة ليجلبها إلى حيث يفتحون الأقفال أو يكسرونها.
وما إن أشار الرجل بيده حتى حضرت السيارة التي كانت تنتظر في أول الشارع!
فساعدوه في حمل الدراجة.
ووبعد أن سارت السيارة وغابت عن الأنظار، جاء رجل يحمل مسواقه يبحث عن دراجة كان قد قفلها بثلاثة أقفال خوفاً من السارقين!!!
5 – الدكتور
نصح الدكتور أهل الحي أن يتناولوا كوباً من الحليب في كل يوم.
فذهب الناس لينفذوا وصية الدكتور الصحية،
لكنهم لم يجدوا حتى قطرة حليب في محل الحي!
ذلك لأن الدكتور كان قد نسق مع صاحب المحل ليشتري الحليب كله بسعر مضاعف، يستخرج منه جميع المنتجات اللبنية لأسرته وأسرة أخته وأخيه وأبيه!
6 - الطمع
جلب سلته ومشى ليجمع بيض القطا، وكان موسم بيضها،
والشمس حارة تبلغ درجة حرارتها الخمسين!
ملأ السلة... كيف يرجع والبيض كأنه بَرَد مطرَ من غيمة ممطرة فزين الصحراء ببياضه الناصع؟!...فاستمر!
وكلما امتلأت السلة فرغها في أفحوص ليرجع إلى البيت لاحقاً ويحمل البيض الوفير على حمار!
واستمر والجشع يدفعه إلى الأمام ...حتى سلب العطش قدرته، فسقط ميتاً!
رجعت القطيات إلى أفاحيصها ووجدن البيض قد تجمع في بعضها،
فسألن مستغربات:
ترى هل تعلمت بعضنا الطمع من هذا الإنسان الميت؟!!!