باسل والجندي

ضياء البرغوثي / فلسطين

[email protected]

- بابا .. بابا ، خبيني ، الجيش لحقوني وبدهم يطخوني !!

بهذه الكلمات المرتجفة وبحشرجة صوت مخنوق كان يصيح باسل وهو يحاول الإحتماء بأبيه .

- مالك يا ولدْ ، شوفي ؟!!!

رد الوالد مفزوعا .

بعد لحظة كان الباب يصرخ من شدة وقع الضربات عليه .

فوجئ أبو باسل بقوات كبيرة اقتحمت البيت والصراخ يعلو والبيت يهتز من وقع أقدامهم وصراخهم .

-  وينْ الولد ؟

صرخ جندي في وجه أبي باسل .

-  أيْ ولد ؟ !!

-  الولد اللي هرب ودخل البيت .

-  هذا الولد ابني ، شو بدكم منه ؟

-  ابنك مخرب ، وبدنا نعتقله لأنه ضرب خجارة على الجنود .

-  تعتقلوه !!!

-  ليش شو عمل ؟ وبعدين ابني صغير وما بيقدر يضرب حجارة .

-  شوف الولد ، وجه بدو يفقع من الخوف .

-  وبعدين الحق عليكم ، ليش بتدخلوا البلد وبترعبوا الأطفال الصغار .

تعالت الأصوات بين الوالد والجنود حتى تجرَّأ أحدُهم وضربَه بمؤخرة بندقيته على وجهه ، فسال الدم منه .

حاول الدفاع عن نفسه ولكن قوته خارت وخرَّ على الأرض ، بينما  باسل كان يحاول منعه من السقوط .

تراجع الجنود وخرجوا من البيت ، وقاموا بإلقاء قنابل صوتية ، ثم ركضوا بحثا عن طفلٍ آخر .