الفتى حسان

الأسد العويضي

[email protected]

هب حسان واقفا ، ثم حمل مدفعه الرشاش ، وعيناه ملتهبتان .. وما زالتا تفيضان بالدموع على خديه تاركة خلفها جرحا عميقا من الأسى والمرارة والهوان ، فهو لم يعد ذلك الفتي العابث الذي يتلصص على نساء الجيرة مستخدما منظاره المكبر ذي العينين التواقتين إلى التهام أجسادهن التهاما!! ، كما إنه قد أقلع عن مطاردة الفتيات عبر برامج الدردشة على الإنترنت .

.. ولم لا ؟ فقد عرف قدرة الحقيقي فى ميزان الرجولة فهو لا يساوي شيئا البتة بل إنه يعتبر نفسه أنثى لا حول لها ولا قوة بل صار يعتقد أن بعض النساء يفقنه مروءة .. هكذا كان ينظر فى مرآة نفسه فيراها لا شيء بعدما حدث أمامه لابنة عمه " ليلي " أو الإفرنجية كما يسميها أهل الحي نظرا لحسنها الباهر وأنوثتها الطاغية .

ففي عصر أحد الأيام الحالكة السواد ، توقفت شاحنة تحمل أفراد قوة من جنود الديمقراطية المزعومة ، ونزل أفرادها شاهرين أسلحتهم ، ثم دخلوا الدار وأخذ يحطمون كل ما يقابلهم من أشياء كأنه ثأر قديم ، فصاحب الدار الهارب كان أحد أقطاب النظام البائد  ،كما إنه موصى عليه جديا .. دفع أحد الجنود باب إحدى الغرف ، وشهق شهقة إعجاب ثم ابتعد قليلا ليميل على أذن قائده ويبتسم ابتسامة قواد محترف ، فسارا معا .. سارا تجاه غرفة " ليلي " ، وقبص القائد على معصمها فصرخت فى وجهه وسبته ثم أخذت تنادي : حسان .. حسان .. حسان :

 خرج حسان من غرفته ليفاجأ بالجنود المدججين بالسلاح يمسكون به ويدخلونه إلى قائدهم  فى غرفة ابنة عمه الفزعة ليسأله :

- هل أنت حسان ؟ ثم نظر إلى جهاز الكمبيوتر فى أحد الأركان ، وابتسم قائلا :

رائع!! إنكم مستخدمون برنامجنا الشهير ، ثم أمر حسان الجلوس ، كما أمر جنوده بالاستعداد ، وابتسم ابتسامة ذئب جائع رأي فريسة تسيل لعابه وشرع  فى ....