قصص قصيرة جداً 11

قصص قصيرة جداً

(11)

عادل العابر - الأحواز

[email protected]

1 - النصيحة

خاطب أبناءه ينصحهم: إياكم والكذب، فإنه صراط إلى التهلكة.

وقال الإمام علي عليه السلام: (الكاذب مهان ذليل).

وقبل أن يكمل كلامه، وفيما هم سائرون تعرضت لهم سيارة الشرطة،

فسألوه: نطارد عربياً راكباً دراجة نارية مرتدياً كوفية حمراء، هل رأيته؟

قال: كلا.

وبعد أن تحركت سيارتهم، قال الأبناء معترضين:

لقد كذبت، لأنك رأيته، ألم تخف من التهلكة والإهانة والذلة؟

فتابع الأب قوله: وأما تكملة توصيتي لكم أيها الأعزاء،

فاعلموا (إن الله لا يحب الكاذبين)، إذن الكذب محظور في شريعتنا الإسلامية.

ولكن ... إلا على رجال الحكومة!

 2 –  الوليمة

كنت مدعواً في وليمة،

وجلبت إبني ذا السادسة معي،

ولما بدأ المدعوون بتناول الطعام، إنتبه الطفل لصلصلة الملاعق والأشواك وصاخر الصحون وهي تصطدم ببعضها!

فنظر نحوي وقال:

كأنها حرب!!!

ثم تابع ببراءة وكأنه تذكر كارتون زورو:

لو كانت حرباً طاحنة لكان صوت اصطدام السيوف والرماح والأتراس أعلى بكثير!

ثم أراد أن يطمئن من صحة قوله فسألني: أليس كذلك يا أبي؟!

أجبته بكل تأكيد: كلا!

رفع الطفل حاجبيه مستغرباً، ولا مراء أنه لم يستوعب معنى (الشجاعة والجبن) و(الحرية والإستسلام) بعد.

 3 – المصالح

بدل إسمه إلى (محمد اردشير) وإسم عائلته إلى (تميمي آزادمنش)!

فكان يكتب تحت صوره في الحملات الإنتخابية (محمد التميمي)!

وعندما يفوز وتطأ قدماه العاصمة طهران يعرف بـ (اردشير آزادمنش)!