قصتان قصيرتان
قصتان قصيرتان
حسام أحمد المقداد
القصة الأولى
المصعد
أمام المصعد ازدحمت الصالة فجأة.فتلك الآلة الزجاجية من جوانبها الأربع تعلو وتهبط دون توقف..
ما أن يصل المصعد إلى الطابق السفلي حتى يعود إلى الصعود ، وفي الطابق الأخير يبقى الباب مغلقا .. ليهبط من جديد
رجل وثلاث نساء والمصعد لا يتسع إلا لأربعة ..
في رحلة الطابق الأول راحت عيناه تجوبان جسد المرأة الأولى ـ أبعد نظره عنها وقعت عيناه على صدر الثانية ، في الطابق الثالث راح يمعن النظر في شفتي الثالثة، استغفر ربه ووقف في وسط المصعد بلا استناد، غرق بين النساء الثلاثة ومعمة الخاسر فيها رجل ،
ضحكٌ وعرقٌ وابتسامات ٌعريضة....
تكرر الهبوط والنزول لأكثر من مرة ، نادى المتزاحمون أمام المصعد في الردهة الطويلة ، أوقفوا المصعد ، أوقفوا المصعد..
توقف المصعد المتحرك فجأة ، فُتح الباب ، قال رجل عجوز أنهكه الانتظار : ما بالك يا ولدي تهبط وتعلو ثلاث مرات دون أن يكون معك في المصعد أحد..
لسعته الكلمات اشعل سيجارة وغادر المصعد دون أن تغادره رائحة النساء
القصة الثانية
أولاد تسعة
حين اشترى ذلك البيت فاجأه سعره الذي بدا وكأن أصحابه يرمون بمالهم في سلة المهملات ولكن الجميع أقنعوه أنها هبة من الله ورزق أراده الله له ،
لم يكن قد مضى على فترة إقامته في البيت الجديد سوى أيام قليلة، وفي ذلك المساء حين أوقف سيارته في مدخل بيته في ذلك الشارع الممتد أبدا
هي أنتَ: أين بطاقتك الشخصية؟هكذا قال الشرطي بغروره المعتاد
مدّ يده إلى جيب قميصه، أخرج البطاقة مدها إلى الشرطي
ودون أن يرى تفاصيل تلك البطاقة الخضراء
بادره بسؤال جعل جسده يرتعد:أتسكن هنا
أجابه : نعم سيدي ، وهذا بيتي
حسنا سأسامحك هذه المرة ولكن لا تعد إليها ثانية
سيدي ولكن مالقصة
ألا تعلم أنه يحضر دخول هذه المنطقة والتجوال بها بعد العاشرة مساء
ولكنه بيتي ومنطقة سكني
ألا تفهم أنت ، فالسيارات التي تمر من هنا وتتوقف فجأة تزعج السيد أبا العلا، ونحن هنا لنحافظ على هدوئه
السيد أبو العلا؟؟؟
نعم ويكفيك هذا ....ودون انتظار جواب راح الشرطي يذرع الشارع بتباه عجيب
في حين دس بطاقته بجيبه
نظر في السور المقابل لمح من بعيدالأضواء تتلألأ تباهيا وتناهى إلى سمعه أصوات الغناء تنبعث من ذاك القصر المنيف ، وانسابت إلى أنفه روائح الخمر والنساءووو...
ابتسم ! غبي أنا كيف لي أن أفسد ذاك الهدوء
في الشرفة وعلى بعد أمتار منه صرخت زوجته أولسنا جميعا أولاد تسعة.