وردة حمراء
الأسد العويضي
فتح " خالد " أجندته التى يبثها خواطره كلما ضاقت به السبل ، فوجد تلك الوردة الحمراء اليابسة ، ثم سرح متذكرا أحداث قصة حبه القديم .. تذكر محبوبته التى تركها مجبرا ، ثم بدأت الأحداث تتداعى فى مخيلته عندما كان يرى محبوبته تطل من الشرفة ، فيختلج قلبه بين ضلوعه ، ثم تذكر عندما كان يختلق الأسباب للمرور من أمام منزلها ، وبدأت هى تحس بذلك و تنتظر مروره كل يوم وكانت العيون تتلاقى والقلوب تتناجى ، وبدأ الحب يتسلل رويدا رويدا إلى قلبيهما ... بدا فى غاية التأثر و هو يتأمل تلك الوردة اليابسة و بدأ يغوص فى أعماقها كأنه يعيش الأحداث لتوّه ، تذكر تسريحة شعرها الجميل الناعم المنسدل ، و تذكر تلك القصة الجميلة التى كانت تجيد عملها فى شعرها و التى كان يحب أن يراها بها .. غرق فى حبه و لقاءاتهما البريئة حين سافر إليها فى المدينة التى كانت تدرس بها بل إنه أحب تلك المدينة من أجلها ، تذكر جلوسهما فى ذلك المكان الهادىء على شاطىء النهر والذى كان يجمع المحبين دائما عندما كان ينظر إلى عينيها الحالمتين و هى تنظر إليه فرحة به و بحبه لها و هيامه بها ؛ فلقد كانت هى حبه الأول و كان هو بالنسبة لها كذلك ، ثم تخيل كأنه سمع نغمات تلك الأغنية الجميلة التى كان يصدح بها ذلك المطرب العاطفى ذو الصوت الحنون من خلال جهاز التسجيل ذى السماعات الرنانة الموجود بالنادى على شاطىء النهر بل إنه ليقسم إنه لم ينس ذلك المكان قط ، و إنه كلما ذهب إليه جلس فى نفس المقعد الذى كان يجلس عليه قبالتها ،كما ظهر فى أفق خياله أيضا ذلك الشارع الهادىء الذى مشيا به متمهلىّ الخطى ، والذى أظلهما بأشجاره الوارفة والتى كان يحس أنها تشاركهما فرحتهما و حبهما ، بل و تباركه لهما ، بل تجسدت تلك الشجرة الجميلة التى وقفا بجوارها حينا و أخذا يتناجيان ، بل إنه كان كلما يتذكر تلك اللحظات الجميلة وقت وقوفهما بجوار تلك الشجرة ، كان يحس كأنه يطير فى الهواء كعصفور محلق و ينتعش قلبه و يحيا فيه الأمل من جديد... الأمل فى لقائها مرة أخرى ، و كان كلما زار تلك المدينة يمر بجوار تلك الشجرة و يهديها السلام ؛ بل و يشكرها لأنها صارت شاهدة على حبهما ، و لِما لا ، وقد شهدت أروع لحظاته الطاهرة النقية العفيفة؟