عزة نفس ... وكبرياء !

م. محمد حسن فقيه

[email protected]

لم أقتنع برده وحماسه وهو يشرح فكرته ، وإن احترمت وجهة نظره ، مع أنه أشعرني بالخجل من تصرفي ، إلا أنه حقيقة كبر في نفسي - إن كان صادقا -  وهو يتحدث مسهبا عن العزة والكرامة ... والشهامة  .... والإباء .... وأهل الفضل والكبرياء ، وبعد كل سطر يقوله يكررعبارته ، والتي يبدو أنه معحب بها كثيرا :

 "هم رجال ونحن رجال " فعلام نكون لهم خدما ويكونون علينا سادة !

حتى أشعرني بعقدة الذنب إذ قدمت هذا العرض ، الغير مناسب ، للرجل الغير مناسب ، في الوقت الغير مناسب ، علما بأن ما عرضته عليه ومن وجهة نظري لم  يكن فيه منقصة له أوإهانة ،  فطباع الناس تختلف ، والحاجة قد تلجئ الإنسان ليقوم بأعمال يأبى أن يقوم بها لولا الضرورة والحاجة ، وفي جميع الأحوال فإن العمل الشريف لتحصيل لقمة الحلال ليس عارا ولا منقصة .

من فترة قريبة كان يعمل لدي في بعض مشاريعي عاملا عاديا فهو لا يحمل أي شهادة ، فضلا عن أنه لا يتقن أي مهنة من أعمال البناء أو ما يلحق بها ، وكنت أراعي وضعه الإجتماعي والأسري وسنه الذي تجاوز الأربعين فأغض الطرف عن جده ونشاطه ، وحركته وإنتاجه ، مقدرا صدقه وأمانته بحسب ما أظن ويظهر لي ، فرأيت أن أعرض عليه هذا العمل المؤقت لمدة أسبوع يقوم فيها بخدمة المهندسين الخريجين الجدد  مع أساتذتهم  في هذه الدورة التدريبية ، من تقديم الطعام والشاي ،أو ترتيب القاعات  والغرف ، وكان لي من وراء ذلك هدفا أبعد - كنت أظنه في صالحه - فلعله يتعرف من خلال عمله هذا بأحد الأساتذة أو المهندسين ، ويفهم وضعه  فيؤمن له عملا وظيفيا عنده يتناسب مع وضعه وعمره .

السواد الأعظم من الموظفين خريجي الجامعات ، مدرسين أو إداريين أو غيرهم يعيشون حياة متواضعة بالكاد تكفي إحتياجاتهم الضرورية ، وإن كان لأحدهم  أولاد يدرسون في الجامعة أو لديه  مصاريف أو التزامات أخرى طارئة فلا بد من عمل مسائي آخر لتأمين متطلبات هذه  الحياة  القاسية ، فكيف سيكون مصير من لا يملك شهادة جامعية أو حتى ما دونها ، وبنفس الوقت لا يتقن مهنة أو يجيد حرفة ، فضلا عن أن عمره قد تخطى سن الشباب وتجاوز الأربعين ، وفوق كل هذا عائلة مكونة من تسعة أفراد عدا الأبوين ، لا تبقي ولا تذر ، تحصد الأخضر وتطحن اليابس .

شكرني بأدب لا يخفي في طياته لهجة عتاب رقيق ، حتى قال لي أخيرا : صحيح أني عملت معك كعامل ، لكن معك أنت .... وأنت لست كالآخرين ! أما أن أعمل خادما ..... أقدم الشاي أو الطعام ..... أو أرتب الغرف والقاعات فهذا أمر مختلف تماما .

اعتذرت له عن سوء تقديري للأمر وشرحت له وجهة نظري أبرر له موقفي بعد أن يئست من إقناعه ،  عدا عن أن عمله خلال الدورة لمدة أسبوع  يوازي أجره كعامل لمدة شهر، ولكن أن يكون عند البعض نفسا كريمة ، وعزة  وأنفة  وكبرياء ، فهذا شعور طيب يدفع بصاحبه إلى ثقة عالية بنفسه ، وطموح للمستقبل ، وأخيرا حاولت أن أخفف من وقع ذلك على نفسه العزيزة وأخلاقه الكريمة ، وطباعه الأبية ، بعد أن أشعرني بأنني قد طعنته في مقتل وجرحت كبرياءه  قائلا له :

 كلنا  .... جميعنا .......  نحن البشر......  نخدم بعضنا بعضا بطريقة أو بأخرى .

وقبيل  توديعه كبست في يده ورقة نقدية كمعونة له وأنا أعلم وضعه تماما كمعيل وعاطل عن العمل ، دسّها في جيبه شاكرا بعد أن أظهر إمتناعه عن أخذها في البداية وحاول إعادتها وردها لي أكثر من مرة .... هدأ بعدها وتحولت تقاسيم وجهه إلى اليسر والإنشراح ، بعد أن عصفت بذهنه ثورة  الكبرياء وعزة النفس ... وكرامة المحتد ! . وللحق فإنني لا أعلم شيئا عن أصله وفصله ، أو حسبه ونسبه ، أوعائلته  وقبيلته .

شكرني مرة أخرى على اهتمامي به وتفكيري له بعمل مناسب  ، وحثني على الإستمرار في ذلك ، وأعطاني رقم هاتفه الجديد إمعانا في الجدية ، وأخيرا أكد لي ثانية على وصيته بأن يكون العمل مناسبا ! .  

لم يمرعلى هذه القصة أسابيع قليلة حتى استلمت مشروعا جديدا وأحتاج فيه إلى بعض الموظفين والعمال ، فخطر في ذهني أن أهيء له فرصة عمل في هذا المشروع بما يتناسب مع وضعه ، وبدأت أستحضر الأعمال والوظائف اللازمة وأفرزها واحدة واحدة ، لأجد له الوظيفة المناسبة على قياسه ، فهو يريد وظيفة لا تحتاج إلى بذل جهد ومشقة ، وأن لا يضطر فيها صاحبي إلى التنازل عن شيء من كرامته ، أو عزته وأنفته كما سماها ، وهو بهذا لا يقبل أية تعليمات أو أوامر مهما كانت ومن أي شخص كان عدا ي أنا ، كما  قال في المرة الماضية أني لست  كالآخرين ، فهو لا يتحسس من طلباتي وتعليماتي  له ، فقد سبق وأن عمل لدي عاملا في مشاريع أخرى .

وأخيرا استقر الرأي عندي حول أحد عملين له ، ولما اتصلت به وحضر إليّ  سألته إن كان يعمل أم مازال يبجث عن عمل ، ورد بالنفي بأنه مازال يبحث عن عمل مناسب ولم يجد فرصة عمل كريم حتى الأن ! ثم بدأ يتكلم عن ركود السوق وانعكاسات الأزمة الإقتصادية العالمية على الأوضاع المعيشية ، وزيادة نسبة البطالة في الوطن ، والشكوى العامة والتململ بين المواطنين في البلد بل وجميع البلدان ، ومنعا للإطالة والإسهاب  أخبرته بأني قد وفقت في مشروع وأظن أن فيه أكثر من فرصة عمل له تناسبه ، فأجابني بابتسامة لا تخفي في طياتها شيئا من التحدي ، بأنه يريد فرصة واحدة فقط تناسبه ! .

قلت : الوظيفة الأولى مراقبا للعمال ومشرفا عليهم  .

- وماذا سيكون عملي ومسؤوليتي تجاههم بالضبط ؟

- تسجل حضورهم وغيابهم وساعات عملهم ، وتأمن متطلباتهم من العدة  أو غيرها بالتعاون مع الحارس وتبلغ المشرف احتياجاتهم ، وتبلغهم رسائل المشرف  .

أطرق صاحبي برأسه إلى الأرض قليلا ثم رفع رأسه وآثار عدم الرضى بادية على ملامحه وهو يقول بشيء من التحدي المبطن : وما هي الفرصة الأخرى ؟

أجبته بأسلوب جاد ولهجة فيها بعض الصرامة : حراسة المشروع .

- وكيف ذلك ؟

- تسليم معدات العمل للعمال صباحا وجمعها مساء بعد انتهاء العمل ، ووضعها في المخزن ، وحراسة المعدات ومواد البناء والمحافظة عليها .

- وهل يتطلب هذا العمل مني النوم في المشروع ؟

- بالطبع فهذا صلب عمل الحارس وعين الحراسة .

- ولكني لا أستطيع النوم  خارج  المنزل فأنت تعرف وضع الأولاد و....

- إعتبر نفسك مغتربا لمدة أسبوع فقط ، فسيكون لديك إجازة أسبوعية  يوم الجمعة .

- المبيت في المنزل كل يوم ضروري بالنسبة  لي ولا أستطيع بدونه .

- أجبته بدعابة : لقد كبرت على هذه الأمور يا رجل ! .

- لا ليس هذا السبب وإنما ....

- دعنا من أمر الحراسة ... لقد أخبرتك بالوظيفة الأولى  كمراقب للعمال .

- إن التعامل مع العمال متعب ومزعج ، كما أن هذا العمل يتطلب مني الوقوف والحركة كثيرا طوال النهار .

- من سنتين كنت تعمل لدي عاملا نشيطا ، وهذا العمل لا يحتاج إلى ربع المجهود الذي يبذله العامل .

- لقد تغير الحال ، لم نعد شبابا يا "باش " مهندس .

- الظروف صعبة ، والأمر يحتاج إلى التحمل وبذل الجهد .

- سوف أفكر في الأمر وأرد لك الجواب غدا .

- إني في انتظار سماع ذلك منك .

شكرني كالعادة على اهتمامي به ، آملا مني أن لا أسيء فهمه ، فأجبته هذا شأنك ، ولك أن تختار ما تراه مناسبا ، وفي النهاية  لم  أنس أن أدس بيده ورقة نقدية مما وفقني الله إليه .    

في اليوم التالي إعتذر لي كما كنت متوقعا ، بعدما سمعت منه الأمس اعتذاراته وأسبابه الواهية ، وعندما أراد تكرار إسطوانة الأمس اختصرت الحديث معه مجيبا بأنه لا حاجة للإعتذار أصلا  فلقد عرضت عليك الأمر ظنا مني أنه لمصلحتك ، أما بالنسبة لي فإنه لدي لكل عمل بدلا من الواحد عشرة ينتظرون هذه الفرصة.

في اليوم التالي اتصل بي وطلب مني أن يرسل ولده  إبن السابعة عشر ليعمل مشرفا بدلا منه إن كنت قد فهمته خطأ ، ليصلح الأمر على حد زعمه  ! .

نسيت أمر هذا الرجل بعد أن تولد في قناعتي بأن الرجل غير جاد في البحث عن عمل ، وأن تغيرا لا شك قد حصل في حياته ، فربما أتاه مصدر دخل من جهة أهله  من تركة  أو إرث ، إذ أنه من عائلة كريمة ذات أصل وحسب ، كما ينوه ويلمح دائما إلى ذلك ، أو أنه استمرأ الجلوس في البيت وراقه ذلك ، ورزقه يأتي إليه رغدا بطريقة أو بأخرى ، وإلا فما سرّ إعراضه عن العمل والإعتذار بأسباب واهية وغير منطقية ولا مقنعة ؟  .

مررت بطريقي على صديقي جلال ٍأبي حامد في محله "سوبرماركت" لشراء بعض الأغراض فسلم قائمة الطلبات إلى أحد عامليه وأقسم علي أن أجلس معه قليلا ، وأسرع في صب فنجان القهوة من دلته الخاصة التي يحتفظ بها تحت مكتبه ، وبينما كنا نحتسي القهوة العربية بالهيل قال لي : أريد استشارتك ومساعدتك في شخص يعينني في المحل لمحاسبة الزبائن على الصندوق ، وبالطبع فإنه لا يشترط فيه الشباب والجلد ، كما لا يشترط الدوام الكامل إن شاء ، وإنما الشرط الوحيد لهذا العمل هو الصدق والأمانة .

وبينما كنت شاردا أفكر في شخص مناسب لهذا العمل ، قطع علي تفكيري مستعجلا وهو يقول : صراحة أريد استشارتك في فلان وهو يشير إلى صديقنا القديم العامل صاحب "هم رجال ونحن رجال " ، فأطرقت برأسي قليلا دون أن أجيب ، فحثني على إبداء رأيي به كصدق وأمانة ، ثم أضاف عدا أنه رجل كبير عاقل ، وفوق ذلك فهو عاطل عن العمل منذ فترة طويلة ، ويستحق المساعدة بل والصدقة ، فأجبته كل ما تفضلت به صحيح ولكن من خلال تجربتي معه أنه قد استمرأ الجلوس بدون عمل ، وأعجبه إنتظار ما يأتيه آخر الشهر من هنا وهناك ، فأجاب صديقي إن الجلوس في البيت بدون عمل متعب وممل  ومذل ، وأنا مستعد أن أعرض عليه ليعمل بقدر ما يستطيع في اليوم دواما كاملا ثماني ساعات ، أو نصف يوم أربع ساعات ، أو حتى ساعتين .

فقلت له جرب ولن تخسر شيئا ، إلا أنني لا أظنه يوافق ! ثم حملت بضائعي التي رتبها لي عامله ، ونقدته حسابها وانصرفت مودعا .

اتصل بي صديقي جلال بعد ثلاثة أيام ليخبرني بأن صاحبنا قد اعتذر عن العمل لديه كما خمنت ، وذلك بحجة ألم في ظهره ، فهو لا يستطيع حتى الجلوس على الكرسي ! ولم تفلح معه كل محاولات الإغراء ليعمل معي حتى ساعتين في اليوم وأحسب له مرتب نصف شهر ، كما ذكر لي بأنه يبيع بعض الحاجات الخفيفة على باب المسجد بعد الصلاة ، فتشغله من الظهر وحتى العشاء ، فيسلي نفسه بذلك ، ويستفيد منها قليلا ، ويستر بها نفسه ويسد بعض حاجته ، ثم أضاف لي صديقي أبو حامد قائلا : ولكني  لا أظن أن سرّ إعراضه عن قبول أي عمل ، هو هذه البسطة الصغيرة التي يعرض محتوياتها أمام المساجد بعد الصلاة ، فلقد أحسست في نفسي بأن وراءها هدفا ، لأن البضاعة المعروضة لو بيعت بكاملها فإن مجمل ثمنها لا يكفي عائلته مصروف الخبز، ولذا فإني أظن - وأرجو أن أكون مخظئا - بأنها مجرد مظهر تخفي وراءها الحقيقة ، ولما سألته وألححت عليه عن الحقيقة التي يظنها وراء هذه البسطة المتواضعة ، فأجابني حقيقة بأنه لا يدري الآن ، و لا بد للسر أن يظهر، ولكن الأمر الذي يجزم به ومتأكد منه بأنها ليست إلا فخا أو صنارة ، يسحب بها الصيد الثمين والهدف الحقيقي ، فقلت له ولكن صاحبنا رجل بسيط ، ولا أظنه دجالا أو نصابا ، فأجابني البسيط أنا وأنت ! وستكشف لنا الأيام هذا السر ّ! .

مع أن الأمر لا يعنيني حقا ، فكل انسان في نهاية الأمر حر بماله ونفسه ، وقد بذلت جهدي لأساعده بما كنت أراه مناسبا فتعذر بأسبابه الواهية ، مع أنه كان بأمسّ الحاجة لهذا العمل ، والذي هو أكثر من مناسب له ، إلا أن حديث صديقي جلال أثار فضولي لمعرفة السر المكنون خلف هذا الإعراض ، والهدف الحقيقي من وراء ذلك الفخ  ، مع أنه مر على هذا الأمر أكثر من سنتين .

لبيت الدعوة مباشرة لزيارة صديقي جلال عندما اتصل بي يدعوني لشرب فنجان القهوة عنده في المحل وأخبرني مع نهاية المكالمة : لقد وضعت يدي على السر المكنون والهدف الحقيقي للبسطة الصغيرة أ مام المسجد  منذ فترة طويلة ، ولم أشأ إخبارك لأني لم أكن متأكدا  تماما ، ولكن هناك ما هو أهم من هذا .

قال  صديقي جلال بعد أن أتيته المحل : هذا الأمرالذي سأرويه لك حصل من سنتين تقريبا وليس جديدا ، ثم أضاف قائلا  بعد أن خرجت من المسجد صدفته أمامي وقد فرد بضاعته والتي لا تساوي بمجموعها خمسمائة ليرة ، والمكونة من كتب أدعية وبخوروبعض أعواد السواك ، فأمسكت بأحد المصلين من الحي ممن يبدو عليهم  التقوى والصلاح فسألته عنه ، وقلت ما بال هذا الرجل وما وضعه ، فقال إنه رجل مسكين ، يعرض بضاعته هذه ، ليتصدق عليه الناس بل إن الأغلب ممن يعرض عليهم البضاعة ويلح عليهم في ذلك ، يعطونه ثمنها ويتركونها  له حياء ويتخلصوا من الإحراج الذي يوقعهم به ، ثم أضاف صاحبي جلال قائلا : تركت الرجل لأتأكد من مصدر آخر فأجابني الرجل الجديد : أقولها لك بإختصار مفيد ، وأعطيك الخلاصة من الآخر إن كان أمر هذا الرجل يهمك ، ثم استمر في حديثه دون أن ينتظر جوابي قائلا بحدة : إنه متسول ! فقلت ولكنه مسكين وفقير ، فأجابني إن ما يجمعه بهذه الطريقة أكثر من دخلي ودخلك معا ، عدا ما يتصدق عليه الكثير في الأعياد والمناسبات ومع بدابة كل شهر، لما يظنون فيه الحاجة وضيق ذات اليد ، خاصة عندما يأتي ببعض أطفاله الصغار معه جانب "عدة النصب " حفاة وبثياب مهلهلة رثة ومقطعة ،  فقلت ألا تظن أنك تظلم هذا الرجل وتقطع رزقه بكلامك هذا ، ألا ترى ما يبدو عليه من تقوى وصلاح ، فأجابني وهو يسير بعد أن ضاق بعبارتي هذه : هذا رجل وضيع ، وممثل محترف ، لا بل هو مهرّج كبير .

قلت لصاحبي ومن غير تعليق على الخبر الأول أو الوقوف عنده ، وما هو الأهم من ذلك والذي ذكرته لي على الهاتف ؟ !

 فأجاب أبو حامد إن الأهم من ذلك هوالخبر الجديد ، والذي سيؤكد صحة الهدف أعلاه .  

- وما هو الخبر الجديد ؟

- لقد اشترى صاحبنا الشهر الماضي  شقة جديدة  في حي الياسمين ، وانتقل إليها بعد أن أثثها وفرشها بفرش جديد  وأحسن أثاثها .

- يرزق من يشاء بغير حساب .

- كما اشترى محلا تجاريا في نفس الحي ! .

- يا سبحان الله ! شقة ومحل معا في نفس الحي  وبوقت واحد ! ولم غير حيّه المتواضع القديم ؟ !

- وسمى المحل : بقالة الأمانة !

- كان الأحرى أن يسميها بقالة العزة والكبرياء ! .

- وأما الخبر الأخير فقد خطب لإبنه وجعل دعوة الإحتفال بعرسه ، في صالة الديماس على طريق المطار ! .

- فأجبته معقبا على خبره الأخير وأنا أقلب يدي تعجبا : وأما بنعمة ربك فحدث ! .