قصص قصيرة جداً

قصص قصيرة جداً

عادل العابر - الأحواز

[email protected]

 1 - الالتزام

كان ينصحنى أن ألتزم بأصول القوميّة، ولا أتزوّج فارسيّة.

ثم فرقتنا الأعوام فإشتقت إلى لقائه.

وجدته في حديقة عامّة مع زوجته وطفليه، سلمت على الطفلين اللذين كانا يلعبان بالقرب من أبويهما،

ردا التحيّة بالفارسيّة!

سألتهما: ألستما عربيين؟

قالا: كلا! ... أبونا عربي ولكننا وأمنا لسنا بعرب!

فرجعت أكعّ أشواق اللقاء دون أن ألتقي به.

وكان أولادي الأربعة الذين منعتهم من التفوّه بالفارسيّة التي تعلموها في المدارس غصباً، يسترقون النظر نحوي بشفقة قاتلة.

 2 – الخـيـبـة

كان دائماً يتكلم لي عن مصائب الإحتلال الإيراني التي يصبها على شعب الأحواز، وضرورة الكفاح ضده،

حتى ظننته مخلصاً لهذه القضية المقدسة لا تشغله عنها أية مشغلة.

وذات يوم ... جاءني فرحاً مسروراً، فسألته عن الأسباب لأفرح لفرحه، فقال:

لقد فاز فريق (بيروزي) في مباراة اليوم!!!

فسألته في لوعة:

بيروزي؟!

أجابني بحماس: نعم ... الفريق الإيراني!!!

قلت مكتئباً: تعني فريق دولة الإحتلال الفارسي ضد الأحواز!

فطأطأ رأسه خجلاً ... وطأطأت رأسي خائباً.

 3 – المحاباة

كان كورش رئيس الشركة هو الذي يجري الإختبار للتوظيف في الشركة،

فقال: نظراً لمنزلة الصلاة في جمهوريتنا الإسلامية الإيرانيّة، فسيكون سؤالي عن كيفيّة تلفظ الكلمة الأخيرة من سورة الفاتحة!

فتلفظ المتقاضي الأول: الضالين ... فسجل إسمه في قائمة (ب)!

وتلفظ الثاني: الزالين .... فسجل إسمه في قائمة (الف)!

وهكذا حتى وصل إلى المتقاضي الأخير!

ثم أعلنت النتائج ...

الكل فاز!

ولكن ...

قائمة (ب) ... فليرجعوا إلى بيوتهم حتى تتصل الشركة بهم عند اللزوم!

وقائمة (الف) ... فليباشروا عملهم اليوم ... على بركة كسرى!!!