بوابة الممنوع

محمد عبد القادر التوني

مصر ـ قنا

السلك الشائك الذى يقف حائلاً بينه وبين نفسه ؛ يدميه كثيراً ؛ كلما حاول الاقتراب منها ، عجز عن فتح ثغرة يتسلل منها إليها ؛ رغم أنه حداد ، فقال هذا سحر مبين ، واستيقن ، فأقعدته سنوات يتوجع فى صمت ! نفر منه المقربون رغم وسامته ورائحته العطرة ، سار عكس اتجاههم لإرضائهم ؛ وخشية عليهم من الهلاك ، فكان بينهم فى غربة ، يقوم الليل ، يصلى لهم ؛ ويشكو هوانه عليهم ، يبكى بغير دموع ،ويرتعش وهو متصبب عرقاً ،وصدغاه يمطان شفتيه إلى الخلف من كثرة انتفاخهما بفعل قضقضة أسنانه بقوة ، وكأنه فى حاجة إلى موقد ليطفىء ناره ، مل الانتظار والثبات مع المعاناة ، فعبر من بوابة الممنوع ، لإرضائهم ! وعناداً ، فلم يزدهم إلا نفورا ! .