لحظة صَمْتْ
بتول محمّد
فوضى تملأ المكان بعتمتها ..
مخبأة ً ألما ً لم تعشه من قبل ..
تتصارع معه وبه .. لكن لا فائدة من ذلك ..
هي منـّـت نفسها أنه لن يموت ..
ولكن القدر كان أكفأ من الجميع ؛ لإثبات ذلك ..
********
اعتلت صمتها الأسود مجددا ً .. وحكت تمشي في الشارع بلا أمر ..
تبحث عن ماض ٍ عاشته ، وشيء قد اختفى لبرهة حلم ! ،
وقادم ٍ لم تعهد أن فكـّـرت أنها ستعيشه بمفردها ..
هي ... يتيمة ُ ، مرّمـلة ..
حالها حال كثرة من النسوة .. ممن قاسين َ حالات الحروب والفقدان ..
هي لم تتجاوز بعد الـ خامس َ والعشرين من عمرها .. وقد أطلق عليها القدر ُ ألقابا ً ، ممن هم في عمرها في أماكن أخرى من العالم لا يعرفون معناها بعد ..!!!
لا يهمها كل ذلك ! .. فالذي حصل قد حصل .. والتحسر لن يغيّر من واقعها شيء .. سوى بعض من المرارة الزائدة .. ومدخل مفتوح لأفكار ٍ شائكة ..
هي من عائلة ٍ غنيــّة معروفة .. تـَـعرّفها على ذلك الشاب قد غيّر من حالها ومنطقها .. جعل سنين تربية أهلها تذهب سدى ً .. فقد استطاع بمنطقه السليم أن يصحح ويقوّم الكثير من المفاهيم لديها ..
أخذتها الحياة لواقع ٍ مبسـّـط .. أحبّته ولم تر َ فيه شيئا ً مختلفا ً عن النعيم الذي كانت تعيشه ..
وكانت الحياة قد منحتهم من خيرها العاطف عليهم كثيرا ً .. إلا ً من تقصير ِ المال ِ .. الذي كانت حياتهم به سعيدة وميسّرة ..
" التفاصيل التفاصيل .. لم يعد لها مكان ، آاااااه من هذه الدنيا .."
فـ بعد الزلزال الذي حصل وتسبب في وفاة عائلتها .. وغرق سعادتها الأولى بذلك ..
الآن، يهاجمها موت زوجها ورفيق دربها .. من كانت لا تسأل أو تـُشير أحدا ً غيره .. في حادث ٍ للسيارة ! ..
هي : كنت أنوي إخباره أن ّ هناك طفل ٌ في حادث ِ عهده في طريقه إلينا .. ولم ير َ النور َ بعد ! ..
وأي ُّ طريق ٍ ذلك الذي سأقوله لطفلي أن ّ والده قد دُهـِسَ عليه ؟
ومرّت نسمة ٌ من الهواء ِ البارد ِ من نسيم البحر .. ويد ٌ قد شدّت يدها ..
وقالت : متى سيأتي " بابا " ؟!