شيطان فاطمة

م. زياد صيدم

[email protected]

خرج لتوه من مركز البريد القريب منه  بعد أن دفع فاتورة الكهرباء والماء وإذ بها تبكى بنبرات صوتها المرتبك الفاضح لأرقها ومعاناتها فهو أقرب  بالنحيب منه إلى البكاء ...كانت هناك واقفة على مقربة من المبنى على طرف الطريق . تضع يدها على عينيها وقد أمسكت بطرف منديلها الملون كفستانها المزركش الذي أحاط بجسدها الأسمر الداكن الملتف باكتناز وطول مميز لإفريقيات جلبهن الهروب من الفقر والصراعات التى لا تنتهي في أقطار العالم الثالث  ورمت بهم أحلام مستحيلة في عالم لا يرحم ولكنه أقل قهرا وأكثر أمنا من هناك حيث أقسمت الشعوب أن تبقى رهينة للبطش والتخلف والثارات على حساب تقدمها وازدهارها ؟ والاستكانة لجلادين وسماسرة يقولوا بأنهم وجدوهم فجأة يحكمون ؟؟!!! ...

كان بكائها مسموعا فما كان من صاحبنا بطبعه المعتاد من الوداعة والتسامح وحب مساعدة الآخرين حيث يحس الغربة وآلامها وقسوتها فهي الشعور القوى بالشراكة التى توحد المشاعر في قلبه النابض بشوق وحنين للعودة للديار آملا في تغيير للمفاهيم الباطلة الخاطئة  حيث تكاد أن تصبح تراثا أو موروثا كاذبا يحل مكان قيم الخير والحب والجمال .... وهى ما تزال تغطى وجهها خجلا من الموقف وقف أمامها وسألها ما بك يا فتاة  هل من مساعدة ؟ رفعت رأسها قائلة ماذا تريد منى ! أجاب أنت تبكى وانأ أحاول تقديم المساعدة إن أمكن فكما يبدو لي أنك غريبة عن هنا في هذا البلد مثلى تماما فالتفتت إليه بعينيها الصغيرتان نسبيا وخدود وجنتيها الناعمة المنتفخة ودقة أنفها واكتناز شفتيها التى تحيط بفم صغير وبغرة  منكوشة لشعرها الخشن الأسود من مقدمة منديلها  ولونها الأسمر الداكن كقطع الليل حين يغيب القمر ...لقد سرقوا منى حقيبتي وليس معي ثمن عودتي للمنزل فابتسم وقال هل استطيع دفعها لك وهل يلزمك أكثر فأجابت لا وشكرته وهمت بالتحرك ولكنها سألته أين محطة المترو فقد فقدت تركيزها فأشار بإصبع  يده ها هي هناك قريبة وأنا ذاهب أيضا إليها فهي محطتي الوحيدة اليومية .... وكانت ترخى سمعها إلى آخر جملة تفوه بها وفى طريقهما إلى المترو عرف بان اسمها فاطمة من الصومال وعلمت بأن اسمه بلال يسكن مجاورا للمحطة نزلا معا وذهب كل واحد في اتجاه معاكس وبإشارة من يدها ودعته ولم يرد عليها لأنه لم ينتبه ولم يتوقف كثيرا عند هذا المشهد العادي فلم يعرها أي اهتمام وقد نسى الموقف للحظة مع زحام المنتظرين وزحام أفكاره ومشاغله اليومية وهى ما تزال ترقبه على الجهة المقابلة بعينيها حتى غاب.......

لم يمر أسبوع على فاطمة حتى كانت بانتظاره على مخرج محطة المترو الأرضي وقد اتكأت على شجرة مقابلة بانتظاره ويعلم الله كم من الوقت وهى على هذا الحال حتى خرج بلال مسرعا  ومن خلفه يسمع صوتا ينادى باسمه فيلتفت وإذا هي فاطمة تحمل كيسا تفوح منه رائحة طعام شهى.. فقبل أن يتلفظ بأي حرف والذهول والتعجب في عينيه قالت تفضل هذا من دار أختي صنعناه سويا اليوم وتذكرتك لتشاركنا أكله فأجابها يا فاطمة ولماذا هذا الجهد فانا عملت أقل من الواجب تجاهك ..أجابت أنت ساعدتني وكنت رحيما معي فابتسم  وقال إذا لنأكله سويا ما رأيك  فبيتي هنا قريبا فأجابت اقتراح سليم فعرج على بقالة أسفل العمارة واشترى زجاجة كولا وقليلا من الخبز وبعض من الجبن بالبكتيريا الحلوة الذي يفضله  وصعدا إلى البيت فتح باب الشقة واتجهت فاطمة فورا إلى طاولة السفرة في نهاية الصالة ووضعت ما بيدها وقالت لنفتح ورق السيل وفان معا ..انظر هل تعرف ما هذا ؟؟...فضحك من قلبه وأجابها بصوت مرتفع وفرحة في عينيه لا توصف هذه قطع السامبوسك المقلي برائحة لحم وبصل وفلفل حار شهي فقلت نعم وهو من صنعي وأختي اليوم فانا اسكن معها وقد أعلمتها بالأمر فقررت عمل ذلك خصيصا ومكافئة لك..كان السمبوسك شهيا فقد تذكره منذ سنوات خلت وتذكر الأهل والأسرة وخاصة والدته رحمها الله وعلى طاولة السفرة كان حديثها لا ينقطع أعيش مع أختي المتزوجة من بلدياتنا ومعها 3 أطفال والرابع على الطريق اعمل مربية في حضانة أطفال والحمد لله...كان وجهها نضرا هذه المرة فقد تغير إلى وضع مطمئن ناعم بسواده الداكن الجميل وبنعومته الظاهرة فلا بثور ولا تعاريج و دون شحوب كالمرة الأولى كانت تلبس فستان مزركشا وقد وضعت منديلا على رأسها تتناسق ألوانه مع فستانها...وعندما انتهيا من الغذاء شكرها على أطعم وجبة منذ زمن طويل بالنسبة له فهي أعادته إلى ذكرياته الجميلة هناك نحو الوطن والأهل والديار....ثم بدأت في غسل الصحون وترتيب المكان بينما هو انشغل في عمل القهوة وأشعل سيجارته وبانتهائها كان واقفا وهم أن  يستأذن منها لأنه يجب إن يغادر إلى حيث مصالحه ففهمت ذلك من حركاته وقبل أن يطلب منها ذلك كانت واقفة تلقى عليه نظرات الاحترام الكامل له ولموقفه الشهم والمؤدب المتكرر تجاهها ..!!

وهى على بوابة العمارة  رمته بنظرات فيها نوع من الغرابة  لم يستطع تمييزها فقد كانت مزيج وخليط من عدة أمور لم يجهد نفسه أبدا في تحليلها لاحقا.....ولكن كلمتها الأخيرة  له بقولها إلى اللقاء أوقفته متفكرا في قصدها هذا.!! فالأجدر بها أن تقول مع السلامة ولكنه لم يعر كلمتها أي اهتمام ورد قائلا مع السلامة يا فاطمة وسلمى لي كثيرا على أختك وزوجها والأطفال جميعا.

وافترقا بعد عدة خطوات فقد ذهب هو إلى قضاء مواعيده المسبقة قريبا في المنطقة مشيا على الأقدام وذهبت هي باتجاه العودة إلى منزل أختها......

مر وقت ليس بالقليل وبينما هو عائد متأخرا في الليل إلى مسكنه سمع خطوات تتسارع إليه من خلفه و صوتا ينادى بلال ...بلال التفت مذعورا وإذ بها فاطمة !! ماذا تفعلين هنا في وقت متأخر ؟؟وقد غادر آخر مترو إلى منطقة سكناك أجابت منذ 3 ساعات وأنا انتظرك فلم تكن في البيت فتألم وتأسف لها على الرغم من عدم معرفته بقدومها ولكنه أدب الحديث وسماحة معاملاته مع الغير فقال لها وما العمل الآن فضحكت قائلة أنا قدمت لأبيت عندك الليلة فقد تشاجرت مع زوج أختي في غيابها اليوم وهى ما تزال بعملها ولم تكن المرة الأولى !!  وبدا على صوتها نبرات حزن وآسى عميقين فهي ما تزال تخفى أسرار ثقافات وعادات غريبة ومؤلمة بالرغم من كون الصومال دولة عربية مسلمة ؟؟!!!!!كما شرحتها له لاحقا........

اصطحبها من يدها حيث أحس بجسمها يرتجف بردا من خلال برودة يدها نتيجة لساعات الانتظار فقد اقتربت الساعة على الواحدة بعد منتصف الليل وقبل أن يدخلا الشقة وحدهما هذه المرة كان الشيطان قد تسلل من بينهما خلسة  ليسبقهما إلى غرفة نومه !!.

إلى اللقاء.

(2) الانتصار

أسرع بلال باصطحاب فاطمة من يدها حيث أحس بجسمها يرتجف من خلال برودة يدها نتيجة لساعات الانتظار فقد اقتربت الساعة على الواحدة بعد منتصف الليل ولم يعد بالإمكان عودتها لتوقف المواصلات المؤدية إلى بيتها ولكنها أسرعت بالقول له جئت لأبيت عندك الليلة..!! فصعد معها إلى شقته وبدت في وضع لا يحسد عليه من الارتباك والحيرة وسرعان ما هدأت عندما أحست بثقته وطمأنينته وأسرع بعمل فنجان من الحليب وأضاف عليه قليلا من قهوته وقدمه مع قطع من البسكويت  فشعرت بنوع من الدفيء في جسدها وأردف قائلا تريدين النوم الآن أجابت ليس بعد ففي عينيها كلام لم تستطع تأجيله إلى الصباح ....

بدأت من نهاية المشهد الحزين بالنسبة لها عندما باحت بما يجول في فكرها فقالت حاول اغتصابي في غياب أختي كالعادة فامتنعت في هذه المرة ؟؟؟ وهربت من البيت فأصابه وجوم وهل فعلها الحيوان سابقا أجابت نعم ومرات كثيرة!! حيث لم أشكو ولم أتفوه بكلمة إلى أختي حليمة حتى لا ننتهي خارج المنزل وهى بعدها حامل ولها 3 أطفال أصغرهم ما يزال رضيعا...انتهت من شرب الحليب كما انتهت من سرد آخر مشهد محزن بطله زوج أختها وابن بلدهم للأسف بل إنها مأساة واضحة لاسيما وهم من أسرة مسلمة كما أفادت لي سابقا....دخل غرفة النوم الوحيدة انتزع من الدولاب غطاءين واستبدل شراشف السرير وقال لها أنت ستنامين هنا الليلة وأنا سأفترش هذه الكنبة التى نجلس عليها الآن وابتسم قائلا لها لا عليك في الصباح  سنرى ما يمكن فعله لمساعدتك....وهنا خرج الشيطان حزينا من غرفة نومه بل و مهزوما أمام هذا الرجل بصفاته الحميدة والنادرة في عالم يطغى عليه المادة والمصالح .

استيقظ على صوت فناجين وحركة في زاوية المطبخ المفتوح على الصالون ولما فتح عيناه كانت فاطمة قد أزاحت ستارة البلكونة فسطعت أشعة الشمس الدافئة فتقدمت منه وقد عملت القهوة والحليب وصنعت سندوتشات من الجبن وحضرت صحن من البيض المقلي ووضعت كل هذا على صينية واستبقت ذلك بكلمة صباح الخير بلال وهى أول مرة يسمعها بلغته العربية منذ سنوات فابتسم وقال وفطور جاهز أيضا ما شاء الله ونظر إليها فوجد في عينيها شيئا من طمأنينة وهدوء فحمد الله ثم تناولا الفطور وأشعل سيجارته وشعر براحة والتفت إليها سائلا هل ما زلتي تعملين أم لا أجابت كنت اعمل حاضنة أطفال في مركز حضانة ثم تركت العمل فقال لها سأساعدك في إيجاد عمل لك وهذا هو الطريق السليم الآن فقد فكرت طوال الليل لتنظيم التحركات المجدية بالنسبة  لحالتك ففيها خلاصك وفعلا بدأ في إجراء عدة مكالمات لصديقات له ومن رقم إلى آخر حتى انفرجت أساريره بابتسامة واضحة وبحركة نصر من يديه قبل إن ينادى يا فاطمة مبروك وجدت لك عملا محترما الذي تتقنيه انه حضانة طفلين في منزل محترم وتكونين حرة بعد عودة صاحبة المنزل وان شئت في تقديم خدمات أخرى بعد ذلك تستطيعين الإقامة والنوم ما عدا يومي العطلة فلك أن تختاري وهذا شيء لا يقدم للجميع ولكن ستكونين على ضمانتي يا فاطمة أمام أصدقائي هنا فهل أنت مستعدة لتلك الثقة؟ . فسارعت إليه تقبل رأسه ويديه فنفض نفسه قائلا لا يا فاطمة ليس أنا من يستغل ضيفته ومن استجارت به فلا تجرحي شعوري وتحطمي مبادئي التى ما زلت أحافظ عليها.....ثم جعلها تتلفن إلى أختها حليمة وأخذ منها التليفون وتحدث إليها وكانت تبدو سيدة متزنة وواعية وقدم نفسه على انه صديق لفاطمة وأعطاها تليفون مكان عملها الجديد الذي سيبدأ من الغد فشكرته كثيرا وتمنت أن يكون السمبوسك قد أعجبه فرد بالإيجاب والثناء عليهم فأوصته بأختها فرد عليها بألا تخشى عليها فهي في ضيافته حتى تأخذ عملها الجديد كما وأعطاها عنوانه ورقم التليفون وبالمثل فعلت حليمة.....

خرج ليحضر الطعام فطلبت منه إحضار بعض لوازم طبخة  مميزة تريد له أن يتذوقها فاحضر كل ما يلزم وخرج إلى أصدقائه وتركها بحرية تعمل ما تشاء في  قطع الدجاج التى احضرها  وعندما عاد وجدها وقد أخذت حمامها ولمعت عيناها وبشرتها السمراء الداكنة وقد لبست إحدى بيجاما ته لأنها غسلت ملابسها فهي لا تملك شيئا سوى ما ترتدي على جسمها  وقد ابتسمت له قائلة هل تشتم رائحة مميزة فقال بلى وهى تنبعث من الفرن هناك كما أضاف وأشتم بيجامتى عليك فضحكت وضحك معها....فقالت اغسل يديك وانتظر الغذاء يا عزيزي ...فأكلا معا وكان طعمه فعلا مميزا وطيبا للغاية فشكرها فردت بقولها أنا من أشكرك..!! وفى أول المساء رن جرس التليفون فرد هو وقد كانت صديقته التى طلبته على العشاء لهذه الليلة وقبل خروجه أوصى فاطمة بان تتعشى وحدها وان لا تغلق الباب بالترباس حتى يتمكن من فتح باب الشقة عند عودته متأخرا...

عاد بعد منتصف الليل ودخل الشقة بهدوء فلم يجد ترتيب الكنبة التى سينام عليها كما حدث بالأمس فلم تكن الشراشف ولا الغطاء عليها فجلس يدخن سيجارته وهو يحدث نفسه كيف لفاطمة أن تنسى ترتيب الكنبة  ؟؟ وقرر أن يدخل غرفة النوم بهدوء ليأخذ ما يلزمه من الدولاب وبينما هو في التفكير وإذ بفاطمة تخرج من غرفة النوم وتمسك بيديه وتسحبه إلى داخل الغرفة لتقول له أنت ستنام هنا الليلة فرد عليها وأنت هناك على الكنبة وضحك فقالت لا  كلانا هنا ..سننام سويا على هذا السرير !!!وهى تقترب منه شيئا فشيئا وتحتضنه بشبق غريب حتى ألصقت صدرها على صدره فشعر بإحراج شديد وعدم رغبته بعلاقة لا مبرر لها بالنسبة له وحتى لا يشعر بأنه يتقاضى أجرا على ما يفعله من خير تجاه امرأة لجأت له وقت الشدة لا تستطيع تقديم ثمنا إلا بشكل طبيعي من جسدها وهى المفجعة والجريحة من ذاك الحيوان القذر زوج أختها ....فتخلص من الموقف متحججا بأنه مرهق جدا ولا يستطيع ذلك الليلة فأومأت قائلة فهمت لقد أنهكتك صديقتك هذه الليلة !! أهي شقراء ؟؟ وبان عليها حزن وغيرة ممزوجتين ولكنه الحزن كان طاغيا أكثر !! ولم يشأ أن يجعلها تفكر بان اللون قد أحجبه عنها فقال لها يا فاطمة أنت فتاة جميلة وجذابة جدا ومفاتنك وأنوثتك طاغية وكل رجل يشتهى أن تكوني له زوجة أو عشيقه أو صديقة حميمة ولكن دعي هذا الأمر الآن فانا لا أريد ثمنا لما أقدمه لك يا فاطمة وفكري في غدا وركزي التفكير فهو اليوم الأول بالنسبة إليك على طريق الخلاص والاستقلال واستعدى لذلك وهذا ما أريده منك فعله الآن وإذ بها تلقى بجسدها كله عليه وأخذت تجهش بالبكاء وبدموع كالنهر الجارف...فهدأ من روع اللحظة وحن عليها بكلماته اللطيفة وقام بمرافقتها حتى السرير وقام بتغطيتها وطبع قبلة على جبينها وقد رأى فمها يرتجف ويديها ما تزال عالقتين بقميصه....واخذ حاجياته من الدولاب ورد باب الغرفة ورائه بهدوء منسحبا نحو الكنبة وهو يهز رأسه ويتمتم مسكينة يا فاطمة واقسم أن يضعها على الطريق السليم لتعيش كريمة معززة فهي في ضيافته بل وقد لجأت إليه ولن يخذلها ولن يستغلها .....

أوصلها في اليوم التالي إلى مكان عملها الجديد حسب العنوان وعاد وقد أحس بسعادة لا توصف وقلب مطمئن ثم انطلق إلى صديقته الشقراء يحدثها عن القصة كلها فشعرت بامتعاض وغيره عليه وألم حقيقي عليها ولكنها نظرت إليه نظرة إعجاب وتقدير وعانقته بحب أكثر وأسرت له بكلمات مضمونها انه إنسان ليس بعادي ومجنونة من تتركه يذهب عنها ...!فشعر برجولته الصادقة وهمس بين نفسه يا ستار استر.....مرت 5 أيام متتالية كانت فاطمة قد تكلمت معه يوميا تطمئنه عن حالها وعن سعادتها  وسرور أهل البيت منها وفى نهاية الأسبوع دق جرس الشقة صباحا من الطارق أجابت أنا فاطمة يا بلال دخلت منشرحة الصدر تظهر أنوثتها على غير عادتها فقد غيرت من ملابسها المزركشة لتلبس بلوزة وبنطا لا وتضع شيله على رأسها تلتف على رقبتها وتتهدل إلى صدرها البارز ...وأسرعت بالقول سأقضى يومي العطلة معك وسأكون لك الخادمة والعشيقة ولن أسألك عن صديقتك أبدا وأنا اسعد إنسانة في الوجود كانت تتكلم ببساطة واقتناع كامل وبسعادة واضحة.....

فانتفض بلال وقال لها ماذا تقولين يا فاطمة ؟؟ اقبل صداقتك ولكن أن أكون عشيق لك فلا يمكن فانا وصديقتي متحابين ولا يمكن أن....فوضعت يدها على فمه قائلة بصوت ضعيف مرتجف لا تكمل أرجوك وأومأت برأسها إلى الأرض وكأن خنجرا قد طعنها فامسك بها وضمها إلى صدره وطبع قبلة على  جبينها وقال لا عليك يا فاطمة سنقضى هذا اليوم معا ولن اكسر بخاطرك !!  فابتهجت ورمت بنفسها مرة أخرى على صدره فهي في وادي. وهو في وادي آخر!!

وللقصة بقية.

إلى اللقاء