أمِّية دينية
محمد ملوك
قرأ في القرآن : << فإذا فرغت فانصب ْ . وإلى ربك فارغبْ >> ـ 1ـ ففهم المراد منها بالمقلوب ، وفسرها بطريقة عشوائية تنم عن جهل لئيم وتتوافق مع طيش قديم ، فنصب على فلان وفلانة ، واحتال على هذا وعلى تلك ، وما ترك مغفلا أو بليدا أو مخمورا أو مسكينة أو يتيمة أو أرملة أو عابر سبيل إلا وأوقعه في حبال نونه وشباك صاده وفخاخ بائه . . . ولأن الدين النصيحة صدع بما أمره به فهمه المتردي وعقله المتأخر ، وأعرض عن العارفين به والمجادلين له ، وبلــَّــغ تفسيره الراقي لكل من هو على شاكلته فكثر أتباعه وكبرت أعداد ضحاياه ، ومع سقوط كل ضحية جديدة كان هو يسابق الريح الصرصر العاتية للوصول إلى أقرب مسجد من مكان وقوع الحادث كي يصلي فيه ركعتي شكر لله تطبيقا منه لمعنى << وإلى ربك فارغب >> .
قذفته أمواج المحكمة إلى غياهب سجن رهيب ، وفي أحد الأيام الصيفية زاره أحد المتأثرين به فبشره بمحبة الله له بدليل تعرضه للإبتلاء وثباته على المبادئ ، وقبل أن يودعه ليعود أدراجه واساه بقوله سبحانه وتعالى : << إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا >> ـ 2 ـ .
ـ 1 ـ سورة الشرح الآية 7 والآية 8
ـ 2 ـ سورة الشرح الآية 5 والآية 6