فيياغرا
أحمد صرصور
[email protected]
محكمه........
صرخ حاجب المحكمه بهذه
العبارة . ارسلها مدويه في إنحاء قاعة ألمحكمه, ليعلن عن دخول حضرة القاضي "دانييل",رئيس
المحكمه ومساعداه, المخولان بالقضاء في اعقد قضيه تواجهها ألدوله, يساعدهم في ذلك
تسعة عشر من المحلفين.وكانت القضية تدور حول عملية اغتصاب عجوزا, بلغت من العمر
سبعون عام, من قبل شاب لم يتم العقد الثالث من عمره.
بدأ المدعي العام خطابه
بالاتي: حضرات القضاة والمحلفون, نحن ألان بصدد اخطر قضيه عرفتها ألدوله. إذ يقف
إمامنا متهم خطير ,يعمل تطوعا ساعتين يوميا , في خدمة العجائز وكبار السن. و في
تاريخ كذا وكذا, حيث كان الجو حار جدا. وبدل إن يخفف هذا المتهم, من وطأة درجة
الحرارة عن العجوز, التى كان يقوم على خدمتها. قام هذا المجرم بالاعتداء عليها,
واغتصابها بضراوة, ضاربا بعرض الحائط, كل المبادئ والقيم والشرائع السماوية, وحتى
قوانين ألدوله. وما زالت هذه الضحية فاقدة للوعي . واني لأتساءل. لماذا يقدم مجرم
كهذا على اغتصاب عجوزا, رغم انه متزوج وله ولدان؟
إن الجواب بسيط جدا،
الإجرام يسري في دمه. وانا أتوجه إليكم حضرات القضاة والمحلفون, أن لا تأخذكم رأفة
بهذا المجرم, وان تنزلوا به اشد العقاب. فإذا كانت عقوبة الاغتصاب هي السجن المؤبد,
فالادعاء يطالب بالإعدام شنقا, وذلك لكون الضحية عجوزا,وليكون عبرة لمن لا يعتبر.
انهي المدعي العام كلامه,
بينما كان القاضي" دانييل" منكبا على أوراقه , لا يكف عن تسجيل ملاحظاته ,موجها
كلامه لمحامي الدفاع, إن كان يريد ان يعلق على كلام المدعي العام.
فاجاب بالايجاب قائلا :حضرات
القضاة والمحلفون .انا لا انكر بان هذه القضية, هي من اخطرالقضايا التي تواجه
القضاء, او محلفين, او محاميي دفاع. إن مجرد قضية اغتصاب لوحدها, تقشعر لها
الأبدان, وتتقزز منها النفوس. فما بالكم عندما تكون قضيه اغتصاب, ضحيتها عجوزا في
السبعين من العمر . ولكن المحاكمة في بدايتها, ولا يجوز للمدعي العام ,إطلاق عبارات
تجريح, في حق موكلي, وكأنه القاضي, وليس المدعي العام . حضرات القضاة هيئه
المحلفين: إن موكلي يعترف بالتهمة الموجه إليه.
ضج الجمهور المتواجد في
القاعة لهذه العبارة. مما حذا بالقاضي ان يسكتهم بشاكوشه.
استطرد محامي الدفاع في
كلامه : نعم موكلي يعترف بجريمته. ولكن أليس الأجدر بنا ان ننتظر حتى تفيق الضحية
من غيبوبتها ؟عدا إننا بحاجه لسماع الشهود. لذلك اطلب من هيئة المحكمه الموقرة
تأجيل القضية , على الاقل مدة شهرين.
القاضي: تؤجل القضية
لشهرين, بناءا على طلب الدفاع. ويبلغ الشهود للامتثال, بناءا على أمر المحكمه. ضرب
القاضي بشاكوشه الطاولة, معلنا انتهاء الجلسة الأولى لهذه القضية .
ومرة أخرى, علا الضجيج
قاعة المحكمة, بعد ان تركها القضاة والمحلفون.
ثار جدال عنيف بين
الحاضرين, سرعان ما انتشر هذا الجدال في وسائل الإعلام, وبين شرائح الشعب,كانتشار
النار في الهشيم. هذا ما كان يصبو إليه محامي الدفاع. انه يريد ان يحول هذه
المحاكمة لقضيه شعبيه . يتناولها كل الشعب لحاجة في نفسه,
تتابعت الجلسات, تتناقلها
وسائل الاعلام بطراوة . والقضية تزداد كل يوم زخما. احتدم الجدال, حتى أصبحت الشغل
الشاغل والوحيد للشعب.
تدخل رئيس ألدوله, وأمر
بإنهائها في أسرع وقت ممكن. وفعلا تقررت الجلسة النهائية, وبدأت مجرياتها بأقوال
المدعي العام, الذي لم يضف لأقواله السابقة شيئا, وابقي إصراره على الإعدام.
أما محامي الدفاع بدأ
خطابه قائلا : حضرات القضاة والمحلفون , إن موكلي اعترف بجريمته. ولو كنتم مكانه
لفعلتم مثلما فعل.
"ضجيج في القاعة"
انه ليس مذنبا ,إن المذنب
الحقيقي انا على علم ودراية به, وساظهره لكم في الحال .
"استدار إلى الطاولة, وكل
من في القاعة يحملق به"
اخرج لوح من الشوكولاطه,
ورفعه بيده عاليا وقال: هذا هو المذنب الحقيقي ,الذي سبب الاغتصاب.
ضجت القاعة بالضحك.
تدخل القاضي قائلا: يا
حضرة المحامي, ما هذا الهراء؟ أتسخر منا ؟!!!!
رد المحامي قائلا : معاذ
الله ان افعل ذلك. لكن هذه هي الحقيقه. واسمح لي ان اشرح لعدالتكم كيف ذلك.
عندما كان موكلي قائما على
خدمه العجوز, قدمت له الاخيره هذه الحلوى لاستضافته. فلم يشأ أن يرفضها تكريما لها.
وتناولها في الحال, بعد ان ألحت عليه بذلك. ومن خصائص هذه الحلوى ,كما هو وارد في
تعليمات المنتج ,ان من يتناولها وخاصة في يوم حار, تثار غرائزه الجنسية, فترتفع
شهوته لدرجه عدم ألقدره على التحكم بها. فيصبح متناولها رهينة لغرائزه. فيغتصب كل
من يكون أمامه, حتى لو كانت عجوزا.
إن العجوزالتي أغرته
بتناولها, هي التي خططت لالغتصابها, مع سبق الإصرار والترصد. انها كانت على علم
بمفعول هذه الحلوى. وذلك عكس موكلي, الذي تناولها مجاملا لهذه العجوز.
ضجيج في القاعة, يسكته
القاضي بشاكوشه.
استمر محامي الدفاع في
كلامه: حضرات السادة . لقد أفاقت العجوز من غيبوبتها بالأمس. وهي موجودة هنا في
القاعة, ومستعدة للشهادة, إذا سمحت هيئه المحكمة بذلك.
استدعيت الضحية العجوز
للشهادة وبدأت بكلامها قائله : مكان هذا الرجل الشهم ليس قفص الاتهام(اشارت الى
المتهم). ولا يجوز محاكمته, بل يحق له وسام, او ينحت له تمثال يخلده. وانا على
استعداد ان اتكفل بمصاريفه , إن رفضت ألدوله ذلك.
لم يكن هنالك اغتصاب ,وكل
ما في الأمر انه زاد خدماته خدمة أخرى جليلة. ولا يجوز ان نعاقبه ونلصق له تهمة
اغتصاب.ان هذا حدث بارادتي .
أعلن القاضي براءة
المتهم. ورغم ضربات الشاكوش فلم تكف القاعة عن الضجيج .
تجمع الناس حول محامي
الدفاع, للاستفسار عن هذه الحلوى المنشطة. وإذا بحاجب المحكمه يهمس في أذن المحامي,
ويقول له: حضرة القاضي يسألك كيف الحصول على هذه الحلوى.
وبعد مدة من الزمن حولت
الشركة المنتجة هذه الحلوى إلى حبوب وأسمتها "فيياغرا" على اسم محامي الدفاع, الذي
اعتزل مهنه المحاماة لاحقا ,ليتحول الى الوكيل الوحيد لهذا المنتج ,الذي ادر عليه
ارباحا هائلة أكثر من ارباح مهنة المحاماه.
ما لم يعرفه احد حتى الآن,
هو ان كل العملية كانت مصطنعة,وعبارة عن دعاية, خططت لها الشركة مع المحامي "فيياغرا".
وكان شريكا فيها المتهم وألعجوز.