أخف الخفيفين وأثقل الثقيلين
أخف الخفيفين وأثقل الثقيلين
تحسين أبو عاصي
– غزة فلسطين –
كان رجل قاضيا كبيرا ، ووجيها ذو شأن عظيم بين الناس ، وكان له ثلاثة من الأبناء ، وعندما كبر وأصبح شيخا عجوزا ، أراد أن يختبر أبناءه ؛ ليختار احدهم خليفة عنه بعد موته في القضاء والإصلاح بين الناس .
جمع أبناءه الثلاثة وسأل الأول : ما هو أخف الخفيفين ؟
قال القطن .
سأل الثاني : ما هو أثقل الثقيلين ؟
قال : الحديد .
سأل الثالث : ما هو أخف الخفيفين ؟
قال يا أبي : إن أخف الخفيفين هو طلبة بين كريمين خيِّرَين .
سأل الأب ابنه الثالث سؤالا آخرا : ما هو أثقل الثقيلين ؟
قال يا أبي : إن أثقل الثقيلين هو طلبة بين لئيمين نذلَين .
سأله الأب ابنه الأصغر مرة ثالثة : إن جاءك رجلان أحدهما حر كريم وأخر نذل جبان ، فماذا تصنع بطلبتهما ؟
قال الابن الأصغر : آخذ من كوم الكريم وأضع على كوم اللئيم فأرضي الاثنين .
قال الأب : إن جاءك اثنان نذلان لئيمان فماذا تفعل ؟
قال : أعمل على إرضاء الاثنين من كيسي .
قال الأب : إن جاءك اثنان كريمان فماذا تفعل ؟
قال : الكريمان لا يأتيان لي .
ويسلم لي القارئ يا رب