آخر الطب الكي

آخر الطب الكي

في قرية الغدير

نزار ب. الزين *

[email protected]

www.FreeArabi.com

شكا  زامل الهوري من آلام مبرحة في بطنه

كان يصرخ من شدة الألم ..فيبلغ صوته عنان السماء...

احتار أهله فيما يفعلونه لنجدته ؟!

فأقرب طبيب يبعد ثلاثين كيلومترا ، و لات من مواصلات ، اللهم غير حافلة الباص التي تمر من القرية مرة كل يوم ..

تجمع الكثيرون حول الشاب و قد أسقط في أيديهم و الألم يعتصر أفئدتهم ..

ثم...

أحضروا له العجوز خميسة ، حكيمة القرية العمشاء...

التي طلبت في الحال أن يوقدوا نارا ..

ثم...

سخنت على النار  قضيبا من الحديد حتى  إحمر و توهج ..

ثم ...

كشفت عن بطنه ..

ثم...

و بكل ثقة بالنفس ، كوت مكان الألم ..

فصرخ زامل ، فتجاوب صدى صراخه في كل جنبات القرية ،

ثم ...

أغمي عليه .

*****

في اليوم التالي ، حملوه إلى مستشفى العاصمة ، و هو بين الموت و الحياة ..

حيث أجريت  له جراحة ناجحة لاستئصال المرارة ،

و لكن ....

مكان الكي كان قد  التهب ..

ثم

تعفن ..

ثم  

كانت النهاية لشاب في العشرين.....

               

    *مغترب يعيش في الولايات المتحدة من أصل سوري

    عضو في إتحاد كتاب الانترنيت العرب