البادئ أظلم

البادئ أظلم

نزار ب. الزين *

[email protected]

www.FreeArabi.com

المكان : غرفة التوثيق في دائرة السجل العقاري    

عندما لمح الموظف المسؤول وجهه ، تذكره في الحال ...

تذكر الألم الذي سببه له ، يوم انتزع منه عصاه التي اختارها بعناية بقوة ذراعه .

كانا و آخرين في رحلة كشفية ، لم يجرؤ على تقديم شكوى بحقه رغم ما سببه له من خدوش في راحتي كفه و ألم في أعماق نفسه ، لأن الشكوى في عرف المراهقين ضعف !

كتم غيظه ...

كتم  حقده و أخفاه في دهاليز عقله الباطن ...

و هاهو يستيقظ على حين غرة حالما لمحه !!!

- مرحبا سيد إدوارد ، هل تذكرتني ؟

 .....

- أنا محمود ، زميلك في الرحلة الكشفية إلى النبعة الباردة عام 1954..

بعد أن تأمله مليا ، أجابه إدوارد ، و قد رسم ابتسامة ماكرة على شفتيه :

نعم .. نعم ... تذكرتك ، أنت ذلك الكشاف الخجول ، الوجل ، الخواف ؛ لكم غيرتك الأيام !.

- أما أنت فلم تتغير ، للأسف ملفك مفقود !

               

    *مغترب يعيش في الولايات المتحدة من أصل سوري

    عضو في إتحاد كتاب الانترنيت العرب