خمس قصص قصيرة جدا
عبد العزيز أمزيان
تحرر
ركب دراجته الهوائية الجديدة، بفرح عارم، وانطلق بها يجول شوارع المدينة، كما الريح، وراودته أحلام كثيرة وملأته، مثل مياه شلال باردة ، وراح يغني، ويرقص، ويمرح، كأوراق أشجار وارفة، حين تحط عليها طيور مغردة، وأحس أن نفسه ،تتحرر من ثقل الأيام، واستراح، وهو يقبض على مقود الدراجة، في الشارع الطويل، منتشيا كما لو كان يملك العالم
تحد
عاش- فترة من عمره- وضعا عصيبا،،تجرع -خلالها- كؤوس العذاب،على أشكالها،،استجمع كل قواه، ليخرج من هذه المحنة الشديدة الحالكة،،ولما تجاوزها-بقوة ارادة ونفاذ صبر-اجتاحته - في النوم- لشهور، ووقف من جديد ليصارعها،،
الأم
اغرورقت عيناها بالدموع بانفعال وتأثر، حين أحيت صورة أمها -التي ترقد في القبر- في الدار، كادت تقف لتعانقها بحرارة كاوية، وتضمها إليها بشوق جارف، لولا أن وصل إلى سمعها، صوت صياح ديك، انبعث من السطح إلى بهو الدار، فأيقظ غفوتها.أطلقت تنهيدة، وراحت تلملم حزنها، وتجهد في حبس الدموع في مقلتيها، وهي تتأهب للقيام بأشغال البيت
ضياع
طلع إلى أعلى شجرة في الحديقة، وطفق يقطف ثمارها، ويأكل باشتهاء وتلذذ، وعندما أراد أن يهبط منها إلى الأرض، ضاع بين فروعها المتشابكة
أجنحة الحلم
طارت حمامة من الأرض إلى السماء، في مرح ، ظل يتابعها، بعينين معلقتين- بشغف- من غرفة الدار، تمنى لو كان له جناحان، يحلق بهما في السماء،
ليرى أحلامه التي رسمها على الأرض