نداء اللازورد
وجيهة عبد الرحمن
حدثني ذات مساء عن الماء ينسكب من راحتي َّ.... ثم قال : للقبّرات صباحات وأسرار هي ذي أسراب الحمائم ترفُّ في سماء مدينة كانت بالأمس ذاكرة لعويل ذئاب..
هو الخريف أحبُّ الفصول إليك ِ ثم انكب يلامسني...!!
في الصّباح حدثني ثم حدثني مرة أخرى : الماء..... و الموت.. ونجمتان لا تنتميان إلى عالمهم... وباستمالة نحو وجهي قال مرة أخرى : نجمتان يا الله...... فكانت النجمتان أخدودان يحفران صفحة قمر بلا ضوء......
تعال يا طائر البرق نغلق بوابة مساءات كانت بالأمس صدى لبكاء القطا.. وعري شجيرات الدفلى الخجولة..؟؟
فينساب نهر من عقيق و لازورد.... حينها شدني حنين إلى صباي هناك في مدينة الذي رأى......!!
قال:ماذا عساني أفعل بيّ..إذا ما غابت عني نجمتان ...
قلت : يا من اندلقت ذائبا في جسدي...يا الذي من عمق سماء انبجست قمرا يطل على جسد مدينة ........ نيام ناسها...وسكارى ... ثمل هو عمري الذي مضى, يلتقط صورهم كمرايا الذّاكرة هو أنت أبحث عنك في أزقّتها عن لازورد السّراب خلف خوابي الظّلال ..... والموت الحائم فوق رؤوسهم ......
هي المدينة غدت عنقاء حين جاءَ صوتكَ مرددا مرثية باحت بها لكَ قبّرات الفجر وصايا وأسرار.....
قال لي : الموت في راحتيكِ....حكمة العرافين....فلا تحطمي الناي..يعزف أنشودة آلهة النشوة..... وتحت إبط الليل الدّاكن أخفي مني ما شئت...وما تبقّى حين وصلت إليك لاهثاً من عمرأضنتهُ مساحات الرماد..... وساقتني بقايا أحلام .....؟؟؟
يا اللازوردية أحلامك الدافئة .... أبوح :
ندائي استغاثة قطاة سكنت الدّغل الفسيح , فتحاورت لأجلها شجيرات العليق المتسلق جدران الزمن الباهت..
و حين لمحتك هاربا ..... باحثا عني ..... اهتدت إليك أحلامي النائمة.. على مقصلة فضاؤها ختان نجمة..!!!
انسكبت لآلئ دمع ذرفتها ينابيع عينيّ...وحين الومضة الأولى كان عرس قناديل البحر.. تباركها جنيات الخفاء خلسة من البوح يدمي عرس رحيل اليباس...معبدكَ أنا... ستصلي أمامي يوما... هكذا تسمّرتَ أمامي...تهمس..؟؟
صرختي صدى زعيق أبواق الموت....ناديتكَ: نداء اللازورد .....
اغسلني من براثن خطيئة.......ولتكن خطيئتي الأخيرة أنت..؟ ستباركنا نجمة الصبح.... وستقينا من الطّعنات سماء سنلتحفها... كل المعجمات ستفقد لغتنا.... وحين يدركنا الفجر سنغفو برهة.. فتوقظنا القبّرات مستغيثة.. بندائها الغامض ....!!