السّعد... وعد
من حكايات التراث الشعبي الفلسطيني
{على لسان الآباء والأجداد}
تحسين أبو عاصي *
– غزة فلسطين –
[email protected]
تزوج رجل وأنجب طفلا ، وعندما صار
الطفل في الخامسة من عمره توفى الله الرجل ، كان الرجل فقيرا و يسكن مع زوجته في
بيت من الصفيح ، ولم يكن معيلا للطفل وأمه من أحد غير الله سبحانه وتعالى ، جهزت
الأم لطفلها وعاءً ، ووضعت به قليلا من الترمس لبيعه على باب البيت ؛ فرزقها الله
رزقاً طيباً ، ثم زادت بعد أيام كمية الترمس فزاد الله في رزقها ، واستمرت بزيادتها
في كل يوم حتى تحسنت أحوال الأسرة ؛ ففتحت لابنها في بيتها غرفة للبيع كانت تقع على
الشارع العام ، وملأتها في البضاعة ، وسّع الله الرزق على المرأة وولدها ، وصار
ابنها شاباً في السادسة عشر من عمره ، طلب الابن من أمه أن تبيع البيت وتشتري بيتا
آخرا أجمل منه ، باعت الأم البيت وشرت له بيتا جميلا يقع في مكان جميل ، وفتح وسط
المدينة محلا تجاريا متواضعا ، استمر الرزق يتدفق على الشاب الذي كان بالأمس طفلا
ينتزع لقمة عيشه ، ففتح فيما بعد أكبر وأضخم المحلات التجارية ....
وفي يومِ من الأيام ، أقبل الملك
ووزيره يتفقدان المدينة ، وأثناء نزول الملك عن ظهر جواده ، سقط من يد الملك خاتما
ثمينا من الذهب ، فأمر جميع سكان المدينة بما فيهم رجال الحرس والجنود بالبحث عنه
لكنهم لم يعثروا عليه ، وأثناء البحث وقعت عين الملك على محلات الشاب ، وكان في
المحلات من الخيرات والبضائع ما الله أعلم بها ، بحيث صار متميزا عن جميع تجار
زمانه ، أمر الملك بإحضار الشاب ( صاحب المتجر ) بين يديه ثم سأله : من أين لك كل
هذا المال الوفير والرزق الكبير ؟ .
قال الشاب للملك : يا ملك الزمان ، لقد
جاءني وقت أضرب يدي في الرمل فيتحول الرمل إلى ذهب ، وقبض الشاب من الأرض حفنة من
التراب أمام الملك وقال له : انظر يا ملك الزمان ، فتح الشاب يده وقد امتلأت بالرمل
، وإذا بخاتم الملك يظهر بين الرمال التي قبضها الشاب بيده
قال الملك : لقد سئم الشعب والجنود من
البحث عن الخاتم ، وأنت الآن يظهر الخاتم بين يديك بغير عناء !! .... خذ هذا
الخاتم هدية مني لك ، والسّعد وعد يا ولدي .... والسعد من الله .
*كاتب فلسطيني مستقل