شرارة ورماد
عبد العزيز أمزيان
حين قرأ الرد ،على تعليق له لقصيدة النثر، في ركن المشاركات الجديدة، الذي طالما انتظره بصبر فارغ، شعر بامتلاء يهزه من الداخل، وراحت به الأفكار بعيدا، وحاصرته صور الماضي، وطوقته أطياف الذكريات البعيدة ،،كان الرد قصيدة قصيرة:
جميلة دهشة أحرفك
حملتني على عالم شعري جديد
لأتوضأ بماء الحلم
ولكني كنت أعلم بأن القصيدة
تورث القلق
وأن الشعر ينصب شباك النار
بعد أن أغرقته ثلوج غربة ما..أو ربما وطن
لم يجد أحرفه بعد !!..
كان تعليقه على قصيدة النثرالجميلة، التي قرأها كالتالي:
”الأخت إباء، نصك حلق بي كثيرا في سماء غائمة، قطفت ثمار الماء، قبل أن يهبط مدرارا
أرض الكلمات،، وحين نزلت بللني، فدخلت مدفأة، وهناك نسيت نفسي،، وأخذت قصيدة، واسترحت..“
كلماتها أحيته، وأيقظت ذكريات في نفسه كانت نائمة، في أرصفة العمر،،هيجت مشاعره ، وداهمته وحشة الأيام .تمنى لو يكون قبالة خرائط الوداع، يجلس في وداعة الأطفال، مسندا ظهره على حائط مائل، يتأمل مراكب البحر، وهي تغيب برفق،في الأفق، حين تتلاقى صفحة البحرمع أديم السماء،،يغوص عميقا في الوجود ويملؤه بنظراته حد النهاية، كما لو يكون يخشى أن تأخذه الرياح،ومن جديد يفتح حدقة عينيه ، عساه يرى لونه في رماد الذكريات الهاربة مثل مراكب البحر.