صلة رحم
ياسمين شملاوي
في يوم عاصف ماطر
أخذته رعشة الواجب والندم..
حمل ما تملكته يداه من زهور حديقته..
وذهب ليعود قبر والدته..
فوجد (شلومو) قد أقام مكانه معبدًا
عاد إلى البيت.. وهو يردد..
(إن للقبر ربًا يحميه).
خيانة
يستيقظ من النوم فزعاً
ترتعد أوصاله لصوت الذئب القريب
يتناول بندقيته
يخرج على عجل
يقف أمامه وجهًا لوجه
يصوب نحوه - بين عينيه - يضغط الزناد
ويدرك بعد فوات الأوان
بأن البندقية غير مذخَّرة
الفران
في حارة شعبية قديمة، تعود لآلاف السنين، يعيش الناس فيها متداخلين كنسيج العنكبوت... كل خيط يهتز يهز باقي الشباك...
يملك (أبو الروح ) فرنًا قديماً يعمل بالحطب والكرتون وما تيسر من أمهات الكتب والصحف، ومجلدات تاريخ الفرسان.
الفران يلبس لباس الأجداد؛ سروالا شامياً، حذاء طمبورياً، وشملة أهل الحجاز. يأكل السجائر. يتجرع ثاني أكسيد الحياة، ويشرب حرارة المكان... وبعض غبار الزمان.
مكتب رئيس البلدية لديه عشرات الشكاوى من الجيران والسكان... وهو أبدا ما انفك يرفض التجدد والتمدد، ويعتبره خيانة للماضي... وللأحفاد.
وفي يوم اقتحام (طائرات الآباتشي والمركفاه) وبنادق الموت وغيلان الاحتلال
- يدمرون يعبثون.. يقتلون ومن ثم يمضون -
هدفهم كل ما يخيل إليهم أنه يملك خيار مقاومة أو رفضًا للاحتلال.
أبو الروح وجد تحت أنقاض فرنه، وقد قضى بصاروخ ذكي... تتبَّعَ رغيف خبز ممزوجاً بالعرق والعنفوان.
رفض أن يسجل بذاكرة النسيان....؟!
مسابقة
أعلن زعيم البلاد الديمقراطية العظمى عن مسابقة كبرى بعنوان (الفم المغلق).
بدأت وفود المتسابقين الطائرة من الأمم الأخرى بالحط بساحة القصر، والمثول أمام سيادته تباعاً... ممثلين عن كتاب وشعراء وإعلاميي العالم المتمدن. حضروا وقد قبضوا على أقلامهم بأسنانهم.
فريق من التجار والصناع وقد ألبسوا جميع أسنانهم ذهبا من العيار الثقيل.
جمع من السياسيين يضعون في أفواههم... فوهات بنادق.
أما رجال الكنيسة فلم يجدوا بُدّاً من العّض على صلبانهم.
الزعيم ولجنته أعلنوا فشل المتسابقين في إحراز الحد الأدنى من علامات القبول، وتمنوا لهم الفوز بالعام المقبل... مع هدية رمزية تمثل شعار الحكم لكل واحد منهم.
في طريقهم إلى المطار شاهد الضيوف مواطني تلك البلاد يغدون ويجيئون وقد خيطت أفواههم...
فتحوا هداياهم فإذا هي إبر وخيطان ذهبية..!!