سليمان الحكيم عليه السلام

من قصص التراث الشعبي الفلسطيني

تحسين أبو عاصي

– غزة فلسطين –

[email protected]

 جاء رجل إلى سيدنا لقمان على نبينا وعليه الصلاة والسلام ، وبصحبته أخ له مريض ، عجز أطباء زمانه عن شفائه ، يريد من لقمان عليه السلام أن يشفيه ،

كان المريض ضعيفا سقيما لا يقدر على الحراك ، نظر سليمان الحكيم إلى المريض وقال لأخيه : لا أجد له عندي دواءً ، عاد الاثنان أدراجهما ، وفي الطريق اشتد العطش على المريض وطلب من أخيه الماء ، ذهب الأخ يبحث لأخيه عن الماء ، و في أثناء ذلك أخذت المريض سِنة من النوم فنام ، وبينما هو يغط في نوم عميق ، أقبلت راعية ترعى أغنامها ، فوجدته نائما والذباب يحط عليه من كل مكان ، نظرت الراعية من حوله فلم تجد عنده ماءً ولا طعاما ، وأرادت أن تحلب له لبنا ليشربه عندما يستيقظ من نومه ، بحثت في كل مكان عن وعاء للحليب فلم تجد غير رأس جمجمة إنسان رمة بالية ، أخذتها ونظفتها وحلبت بها من أغنامها ، ووضعتها عند رأسه ، حتى إذا ما استيقظ من نومه وجد اللبن بجانبه ليشربه ، ثم ذهبت طريقها.

 وفي أثناء نومه ، أتى ثعبان إلى وعاء اللبن ووضع به السم .

 صحا المريض من نومه ونظر من حوله ومن خلفه ؛ فرأى خلفه شجرة طماطم وعليها ثمرة واحدة ، مدَّ المريض يده وقطف ثمرة الطماطم ثم أكلها ، ونظر بجانبه فوجد وعاءً به لبن ، شربه فحمد الله وأثنى عليه .

 عاد أخوه من رحلة البحث عن الماء ، فوجد أخاه المريض في عافية و بصحة جيدة ، قدّم له الماء ولكنه رفضه فقد شرب قبل قليل من اللبن ما يرويه .

 عاد كلاهما إلى لقمان عاتبين ، كيف لا يتمكن لقمان الحكيم من علاجه ؟ .

 قال لهما لقمان عليه السلام :

أما ثمرة الطماطم فهي باكورة الثمر .

وأما اللبن فمن باكورة الغنم .

وأما الجمجمة فهي جمجمة ابن لامرأة هو باكورة ابنائها .

وأما السم فمن باكورة ثعبان .