ومضات قصصية
مرارة كماء النار
نعيم الغول
1
ما دمت تعد المبلغ لتشعر ببعض اللذة ترشح من شقوق القانون الذي أعطاك حقك فلماذا تجفف المرارةُ لسانـَك ،وتطوف أرجاءَ فمك، وتنزل كماء النار في جوفك؟ ألأنك تذكر كم مر من السنين حتى حصلت عليه ؟
2
أخيرا أيقن (ن) أنه كان سيكون شخصا آخر لو كان شخصا آخر.
فتوقف عن الهذيان بأشكاله المكتوبة والمنطوقة.
3
قابلها (ن) صدفة، فغيرت (وداد) حياته عمدا.
4
قال(ن) للمحقق ساعة اعتقاله إنه مواطن وله حقوق، فصفعه باليمنى ،ولكمه باليسرى، وترك الركل والشبح لزبانيته.
5
بعد أن رفض المعتقل (ن) سيجارة المحقق- مع أنهما يعرفان أنه يدخن - انتهت جلسة التحقيق ، وبدأت جلسة التعذيب.
6
"تغيرنا." قال المحقق.
"لم نعد نعذب." أكد المحقق.
" مع ذلك نصر على أخذ اعتراف كامل ما دمت ضيفا علينا." ختم المحقق.
"وهل ما تزال مدة الضيافة مفتوحة؟" قال (ن) المعتقل منذ أشهر على ذمة التحقيق.
7
لا يعرف (ن) لماذا تتباعد شفتاه واحدة للأعلى والأخرى للأسفل كاشفة عن أسنانه التي يعرف الجميع أنها غير حادة حين يسمع كلمة سقف : سقف الحرية ، سقف المطالب ، سقف الحياة الزوجية، سقف الراتب، سقف التوقعات. ولا يعرف بالضبط لماذا كان منذ اليوم الأول من عمره مقوس الظهر حتى في الفراش. والآن يسأل نفسه:" هل ستزول السماء ذات يوم؟؟!"
8
قال حابسا دمعه وقامعا زفرة من نار صدره:" يوما ما سأصل إلى هناك، وعندها ستكون عاصفة هوجاء، وتتهدم بيوت كثيرة، وتتناثر أشلاء جثث على عشب متفحم، وسأضع قدمي على كوم جماجم وأعلن:" هؤلاء أعاقوا مسيرتي!"