صلاح الدين الأنبوبي
صلاح الدين الأنبوبي
نعيم الغول
اصطففنا بالملايين في طابور من صفين متوازيين. صف للرجال وصف للنساء ليس منعا للاختلاط ولكن استجابة للدعوة التي لا يعرف احد من أين وكيف تنطلق. اتبعنا شروطها فدخل الزوج من باب والزوجة من باب آخر لمختبر أطفال الأنابيب المتطور جدا والذي تبرع به ثري خليجي عن روح والده. سرت الهمسات بين المتطابرين بأن المختبر يمكن ان يحقق المعجزات البيولوجية شرط توفر الحد الأدنى من المقومات. قالوا ان من ينجح بالفحص سيخرج ومعه الطفل فورا. الطفل الذي ينتظره كل واحد من الذي لبوا الدعوة . الطفل صلاح الدين الذي قد يفعل شيئا ليعيد البسمة للوجوه ويعدل الرقبة التي انحدرت ذلا للأسفل وتعرت من الخلف لتلقي المزيد من الصفع.
قبيل العصر بقليل بدأ الأزواج بالخروج. كانت عناكب التجهم قد بنت بيوتها على الوجوه. في يد كل منهم كانت ورقة قيل إنها نتيجة الفحص. سواد الوجوه نطق بالنتيجة السلبية . حين دخلت وزوجتي وخرجنا أخذنا ورقتينا .
أذهلني أن فحصي اثبت إن جهازي التناسلي أفضل من جهاز الحصان، وإن الحيوانات المنوية شرسة ومقاتلة ويصعب ضبطها كأنها في حالة فلتان أمني. فحص زوجتي بقول أيضا أن الرحم والمبيضين سليمان.
إذا كان كل شيء سليما فلماذا لا يعطوننا صلاح الدين ويخلصونا؟ تساءلت وزوجتي كبقية المهتمين.
أجاب التقرير كلا منا: ينقصك شيء واحد :الإحساس بالكرامة أو ما عرف قديما بالنخوة.