دَرْسٌ

مصطفى حمزة

[email protected]

كان يبدو وكأنه يسترجعُ نصائحَ والدَيه ، مُصغياً بمرارة إلى كل كلمة تجاهلها منهما عبرَ سنة مضت من مراهقته . كم أضحكته منهما هذه العباراتُ " الجاهزة " والتي " أكل الدهرُ عليها وشَربَ " كما كان يُسمّيها :

- رفاقَ السّوء ..

- لاتنسَ صلاتك يا بنيّ ..

- عُدْ باكراً إلى البيت الله يرضى عليك .. نخاف عليك خطفةَ الشيطان ..

- دروسَكَ يا ولدي ..

- مُستقبلَك .. 

  عيناه شاخصتان في الجدران المُعتَمة المُطبقة ، الهواءُ المحبوسُ يلفّه ويخنق أنفاسَه  ورائحة مُنتنة تعبق بأنفه .. ووجهُه الشاحبُ المصفرّ غابت ملامحُه ! كان يُقلّبُ عينيه بأرجاء المكان ذاهِلاً ، غيرَ مصدّقٍ أنه مجرمٌ في زنزانة !!