دَرْسٌ
05كانون12009
مصطفى حمزة
مصطفى حمزة
كان يبدو وكأنه يسترجعُ نصائحَ والدَيه ، مُصغياً بمرارة إلى كل كلمة تجاهلها منهما عبرَ سنة مضت من مراهقته . كم أضحكته منهما هذه العباراتُ " الجاهزة " والتي " أكل الدهرُ عليها وشَربَ " كما كان يُسمّيها :
- رفاقَ السّوء ..
- لاتنسَ صلاتك يا بنيّ ..
- عُدْ باكراً إلى البيت الله يرضى عليك .. نخاف عليك خطفةَ الشيطان ..
- دروسَكَ يا ولدي ..
- مُستقبلَك ..
عيناه شاخصتان في الجدران المُعتَمة المُطبقة ، الهواءُ المحبوسُ يلفّه ويخنق أنفاسَه ورائحة مُنتنة تعبق بأنفه .. ووجهُه الشاحبُ المصفرّ غابت ملامحُه ! كان يُقلّبُ عينيه بأرجاء المكان ذاهِلاً ، غيرَ مصدّقٍ أنه مجرمٌ في زنزانة !!