القناع

عبد الواحد محمد

[email protected]

.. لايسمع  غير وهم  وضلال .. يدفعه لطرق باب الغرباء .. متمتما بعبارات بلهاء .. أزيك ياباشا .. من فضلك  كوب ماء

.. آسف علي أزعاجك ... أخوك .. عادل سليمان .. وهو يتجول في طرقات المنزل .. بحركة نصف دائرية ؟

ونظرات مريبة .. تزيد من الشكوك نحوه .. لكنه الخجل من رد عابر سبيل !

ثم يبدأ حواره المنمق .. بالجلوس مبحلقا في وجهه المار .. والعابر .. كأنه وثيق الصلة بمن في الدار !

فيبدو لزقه تأمنية .. منفرة للآخر .. الذي يستشاط غضبا وهو يوجه له نظرات نارية .. تنتهي بطرده  ؟

غير مباليا .. أطرش .. وساقع ..  ومتطفل من العيار الثقيل .. علي خلق الله ..  ليصيح بتنهيدة ناشازية .. ياباشا من فضلك دقيقة .. اسمعني .. لاتفهمني  غلط .. أرجوك جرب تعرف مقصدي .. عاوز أخدمك .. بالذمة ده كلام ؟

فلامجيب غير دفع الباب بحدة .. في وجهه عدة مرات متتالية ؟ والغريب أن سحنته تجمع  ما بين شكل ثعباني  يحتضر.... وآخر شيطاني له أنف مفلطح .. ويذيد من نفوره رائحته النتنة .. كصوته الشكماني .. وانحناءة ظهره التي تبدو كهفية المعني ؟

حتي وهو يرتشف من كوب الماء يزبد رغاوي . صابونية .. مقززة . وهو يتمتم بعبارات غير مفهومة .. واضعا ساق علي ساق .. في بلادة محتال ؟

لتلعب الصدف دورها .. مع الآخر .. الذي طرق  عادل سليمان باب منزله .. ذات صباح رطب .. كعادته .. ليطلب هذه المرة خدمة من العيار الثقيل ..  من زائره .. كتاب ألف ليلة وليلة .. فيبدو أنه عرف بخبرته .. كطواف ..  أن قاصده .. أديبا .. ومرموق الشآن .. ذائع الصيت .؟

ليقوده خياله المريض .. وعقله الباطن .. أن ذلك يعني سهولة التعامل معه .. التمتع بأبتزازه ..ربما لحس الأدباء المرهف ..ذوقهم الذائد .. ثقافتهم ..  وبالتالي يألون علي أنفسهم كثيرا ..أمام حماقات وعبث .. من هم علي شاكلة عادل سليمان ..  فهو أحيانا يلبس ثوب أديب ؟

ومرة قديس ؟

وثالثة  طبيب ؟

ورابعة  ساحر؟

فكثيرا ماتحدث عادل سليمان .. بلغة شكمانية ... عن المبادئ .. فلسفة شكسبير... لمن يقصدهم .. بلا أدني شعور ؟

وهو لايعرف غير مكر الأغبياء .. لكي يرتشف كوب شاي مجانا .. يبحلق في وجهه حرمة بشذوذ .. ولامانع من السعي للحصول .. علي وظيفة .. ليتسولها لغيره ... لكي ينال بضعة جنيهات .. يدخرها لفك المربوط ؟

وكلماته يخرج منها رزاز يملأ وجهه أديب ألف ليلة وليلة  .. المتطاير يمينا .. ويسارا .. صاعقا .. كله ثواب ياباشا ..ثم يدعي له بدهاء الأبله ؟

قدرته الهائلة علي تسخير الجن ؟

فيضيق الأديب به زرعا .. وبمكر .. يفتح له جزءا .. من نافذة الحديقة ليلا .. وفي الظلام الدامس .. لكي يحضر الجن ..

ليشفي امرأته الشابة .. من حادث خيل تعرضت له منذ سنوات .. هكذا أدعي له ؟

ووعده بمكافأة سخية جدا ؟

وعادل سليمان يصر علي قدرته الأسطورية .. بتحضير الجن ؟

وفي أي وقت ؟

ليلا؟

نهارا؟

كأنه يماطل الأديب بعبطه .. المنقوع في مقلب زبالة ؟

ليرد الأديب .. بكل ثقة .. كما يحلو لك .. اليوم بطوله لك ؟

تمر سحابة سوداء علي وجه عادل سليمان .. ليزبد من رغاويه الصابونية علي الأرض .. ثم يبصق بحركة هستيرية ؟

وقبل أن يجيب .. بنعم ؟

لا ؟

سأله الأديب بهدوء .. تعرف تجيب لصديقك .. الذي حدتثتني بشأنه منذ قليل .. وظيفة ؟

طيب علتك ياعادل لماذا لم تشفيها ؟

طيب بتنهيدة  توقف رغاويك ؟

ياشاطر لاتدعي أنك صديق لعالم خفي ؟

ثواني معدودة .. والشرطة تكبل يده ؟

لتسقط ألف ليلة وليلة .. من جيب سرواله الممزق من الخلف ؟

والأديب ينظر له بأبتسامة مشفقة ؟

أبقي حضر العفريت في السجن ؟

ليصرخ بصونه الشكماني .. كفي .. كفي .. لم أقصد !

كنت أداعبك ؟

ليحمل الأديب .. كتابه ألف ليلة وليلة ..عائدا ألي مكتبته .. يقرأ رائعة أسمها  القناع