كابتشينو ..

عبد الواحد محمد

[email protected]

رمقتها بنظرة عميقة .. بعد طول غياب .. وأنا جالس أمامها ..في مكتبها الفخيم ..فبدت كما هي شقية ..منذ أن تزاملنا في الجامعة .. لم تغيرها السنوات .. ربما زادتها بهاء .. وأنوثة طاغية ..تحمل نداء خفي ؟

تحاورنا سويا .. كأننا لم نفترق .. كمياء المشاعر التي تذيد من روعة الحياة !

ونحن نرتشف من أكواب الكابيتشينو الزجاجية .. نتحدث فيما فيما مضي كأنه اليوم ؟

ساعات كنا نختلسها في متعة وبراءة .. ونحن نبحر في أحلامنا .. نتسائل هل سيتحقق الأمل بالزواج .. وأنجاب الأطفال !

تغيرت الظروف فجأة وأنقطعت عن دراستها للزواج العاجل من ثري ..وهبه الله نعم لا تعد ولا تحصي  . وبات لقاءها صعبا .. مغامرة .. مراهقة .. ؟

وأرتضيت بالأمر الواقع .. بعد عناء طويل في نسيانها .. لأستكمال دراستي ..بلا تعثر .. ومرت بحمد الله .. لأبد أ مشوار طويل من الكفاح ..وبناء شخصية تتمتع بحب البشر .. لم أسجن نفسي في أوهام الماضي .. بل أعتبرتها تجربة ثرية لتحقيق ذاتي ؟

وكان القسم عنوان لعدالتي  لكل من عرفوني

صادفتهم ؟

صادقتهم ؟

منحوني ثقتهم .. غمروني بمودتهم .. فعزفت  في سنوات العمر الجميل عن مؤانسة الشياطين .. وقراءة الأساطير .. وأرتداء ثوب المشعوذين والدجالين .. لأصبح من المشاهير في بضعة أعوام .. تزوجت ..أنجبت بنين .. وبنات .. لكنني كنت وفيا للذكريات ..لم تفارقني ابتسا ماتها .. صفاء مقلتيها .. عذوبة حديثها .. رقة مشاعرها .. والأهم رؤيتها لعالم قادم ؟

هكذا تذكرت قصيدتها التي كتبتها بعنوان ( صديقتي ) وما تحملها من بوح غامض .. بكانا .. بشجن أنثوي ؟

لايعرف غير نهر راكد بلا هدف ؟

شعور غخرية تطير بلا أجنحة .. وأصوات مترنحة هنا وهناك .. في هزيع الكأس تعربد وتذيد من عتبة الديار  .. كأنها أنشودة درب ؟

رمقتها أكثر . بعاطفة المحب لكل ما منحته  من بقايا حلم ؟

تركنا الماضي .. وتذكرنا الحاضر .. وعنوان كتاب لمستقبل فيه ابناؤها وابنائي يتسامرون يتواعدون كما تواعدنا علي الحب النقي الذي لا يعرف . شهوات .. رغبات .. غرور ؟

كانت قصيدتها نداء مفتوح .. ورحلتها كفاح فيه صوت وطن يحلم أن نحرر فيه كل الاوجاع ؟

سيدتي في حضرتك شموج وكبرياء . وتحدي لما هو قادم بحدس آخر يلملم كل الجراحات ؟

أبتسمت كأنها تقرأ ما كتبته عيوني .. كما باركت زواجها في سنوات ما قبل الرشد  من رجل ثري ؟

ورشفات الكابيتشينو تمنحنا رنين لعقارب ساعة قادمة