المحامي مشهور النّمس

مصطفى حمزة

[email protected]

دلّني عليه أحد الذئاب لأعرضَ عليه قضيّتي التي استحكمتْ حلقاتُها وقتّلتْ بقلبي فرحَهُ  واستحيتْ فيه الهمّ والغمّ ! فذهبتُ إليه في مكتبه المُطلّ على ساحة انطلاق الحافلات وسطَ المدينة .

 جلستُ أنظرُ إليه فبهرَني وهو- في آنٍ معاً - يُصْغي إلى أحد المراجعين ، ويجول بعينيه الكرتين في وجوه الحاضرين كلهم ، واحداً واحداً !! 

  وفجأةً ، ارتجّ المكتبُ بأصوات الشتائم والسبّ واللعن من مشاجرةٍ عنيفةٍ نشبت بين سائقين في ساحة الحافلات ، فالتقط الأستاذ ورقة وقلماً من أمامه ، واستدار بكرسيّه الدوّار إلى النافذة بسرعة البرق  يرصدُ  ويُسجّل أحداث المشاجرة بدقّة متناهية ، وكأنه يًُصوّرها ! وبعد أن حُشِرَ المتشاجران في سيارة الشرطة وانفضّ الناس ، استدار إلينا تتراقصُ قَسَماتُ وجْهِهِ فَرَحاً وبـِشْْراً !!