يمين طلاق
زاهية بنت البحر
عندما سمعت بشيرة صوت نقرات على الباب، شمّت رائحة زوجها العائد من الحقل بعد يوم عمل شاق، أمضاه في حرث الأرض، والعناية بتربتها قبل موعد الزرع.. بدافع من الشوق تهيأت لاستقبال القادم، بشيء من الأنوثة، رتّبت خصلات من الشّعر المتناثرة فوق جبينها، ورطبت برضابها شفتيها المتشقّقتين، ولم تنسَ أن تضيء وجهها بابتسامة رقيقة، أوحت إلى صغيرها فهد بوصول أبيه، فلحق بها لمشاركتها مراسم الاستقبال الّتي أحبها، ونافس فيها والدته في أحيان كثيرة.. وعندما فتحت البّاب، تأكّد لها أنها مازالت تحبّه كأوّل يوم التقت به قبل ثمان سنوات، رغم ما ينتابه من تغيرات نفسيّة قد تكون مؤذية إذا ما ألمّ به خطب عظيم.. قال لها ذات يوم في جلسة صفاء: أكره ضعفي عندالغضب.. أتبدّل بآخر لا أعرفه، قد أزور طبيبا عمَّا قريب.. أيّدته بشيرة بابتسامة عذبة، فابتسم..
وحين خرج من الحمّام، وقد أزال ما علق به من تراب وغبار، وما أفرزه جسمه من عرق، وجد ابنه فهد قدّ مدّ له سجّادة الصّلاة، فأدّى فرضَ العصر وبشيرة، والصّغير يأتمان به.. فوق حصير تحلّق الثّلاثة حول طبق من القش وضعت بشيرة فوقه صحون الطعام، وراحوا يتبادلون أطراف الحديث، وهم يتناولون غداءهم بشهيّة مفرطة.. كان المرح سيّد الموقف، إنها أوقات المعانقة العائليّة، حيث المحبة والهناء.. أفرغ أبو فهد في فمه آخر قطرة من الشّاي كانت في كأسه، والنّعاس يداعب جفنيه، بينما راح الصّغير يضحك من أبيه، واضعًا يمناه فوق شفتيه خجلا من الفراغ الّذي أحدثه سقوط بعض أسنانه اللبنيّة في سنّ التّبديل.. تثاءب سعيد وهو يمدّد جسده فوق الأريكة، وعيناه تنظران إلى بشيرة بحبّ وامتنان.. أحسّ فهد بالملل بعد استلقاء والده، فاستأذنه بالخروج إلى الحارة للعب مع رفاقه الذّين ملأت أصواتهم أرجاء الغرفة ضجيجا، فسمح له على أن لا يتأخر كثيرا خارج البيت..
أغلق فهد الباب وراءه بهدوء، والفرحة تطير به على جناح الحيوية والنّشاط للقاء أصدقائه الأحباء، بينما أبحر أبوه في نوم لذيذ..
إغفاءة قصيرة تصيّدتها عينا بشيرة قرب زوجها، لكنّ صراخ الأطفال خلف النّافذة وصوت بكاء وحيدها فهد، قطّع شباك صيدها، وأفلت النّوم من عينيها، فهبّت مذعورة تستطلع الأمر.. قبل أن تصل يداها إلى النّافذة، امتدت يدا زوجها من خلفها، تدفع بالشّباك الخشبيّ إلى الخارج مستفسرا عمّا يبكي ولده.. هي مثله لا تعلم، وقبل أن تجيب رأته يقفز من النّافذة ويركض باتجاه فهد الذي كان يضع يده فوق عينه اليمنى، والدم يغطي وجهه وملابسه.. مشهد الدم جعل بشيرة تتخلّى عن أنوثتها، وتقفز من النّافذة كقردة متمردة وهي تصرخ: ما بك يا فهد؟ ماذا أصابك؟ ..فهد لم يجب، وكان جواب الدّم أبلغ..
رفع سعيد يد ابنه عن عينه... هاله ما رأى.. تبدّلت العين الزّرقاء الصافية بهوة مظلمة، عميقة بعمق الألم، تنبع من جنباتها الدّماء ممزوجة بشيء من الدّمع اللزج.. أخفت بشيرة وجهها براحتي كفيها، والكلمات تموت فوق شفتيها، بينما كانت القوة تنمو في جسد سعيد نارًا، يندفع بهاهاربًا بابنه إلى المشفى القريب، علّه يجد فيه من يطفئ تلك النّار الّتي راحت تأكل داخله بشراهة، وحين خرج الطّبيب من غرفة الإسعاف، ربّت على كتف سعيد مواسيًا ومعزّيًا بفقء عين فهد، دارت به الدنيا... دارت... دارت وازدادت ناره اشتعالا...
انتشر الخبر في القرية، فاجتمع الأهالي عند باب المشفى يستطلعون النّبأ، فشمّوا رائحة الحريق تخرج من فم سعيد بقوله لبشيرة على مسمع من الجّميع: أنت طالق يا بشيرة بالثّلاثة ما لم أذبح محمود الذي فقأ عين فهد.. الجميع يعلم كم يحب الرّجل زوجته، ويعلمون أيضا كيف حارب من أجلها حتّى انتصر، فكيف يطلّقها؟!!
تطاير رماد الحريق في أجواء القرية الهادئة، فاستنشقه سكانها ريحا صرصرًا.. فاجعة ألمّت بالقرية الآمنة قبل الغروب، عين فقئت، وطفل سيذبح، أو امرأة ستطلّق، ياللهول، أحجرٌ في مقلاع طفل صغير يقيم الدّنيا ولا يقعدها فوق الرّؤوس؟!!! لمَ لا وحجر صغير في مقلاع طفل صغير، قد يسقط حكومة تمتلك القنابل الذّريّة، بل حكومات..
أمام المحقق قال سعيد: هل من المعقول أن أرفع قضيّة على طفل صغير؟ قال المحقق: لكنّك هددت بذبح الفتى..
أجاب سعيد بابتسامة صفراء: إنّه كلام يقال عند الغضب، إذا ذبحته، فاذبحوني.. وأغلق المحضر..
استنشقت عزيزة الرّماد ملء رئتيها، فانهارت كغزالة بين أنياب ليث.. قال لها زوجها مشفقـًا، وقد تأبط بندقيّة الصّيد الّتي يمتلكها: ثقي بي، لن أسمح لمخلوق بمسّ شعرة واحدة من ابننا محمود.. لكنّها لم تعد تثق بأحد..
خبأت عزيزة ابنها في ركن خفيّ من المنزل، وأحكمت إقفال الباب، دعمته بالدرباس، وأغلقت كلّ النّوافذ، والطّفل منهوك القوى، مسلوب الهدوء، يتبرأ من صيده الثّمين الّذي أصابه بحجر طائش لم يكن يقصد به شرّا..
وحين عاد سعيد بابنه إلى البيت ، سأله فهد: هل سأرى بعيني يا أبي بعد رفع الضّماد؟
أجابه بحرقة: من قلع عينك يا ولدي، سأقطع عنقه بالسّكين..
سأله فهد ببراءة: وهل يعيد قطع عنقه عيني؟
هذه المرة لم يجب بل همست بشيرة في أذن فهد: الحمد لله أن لك عينا ثانية ترى بها يا بني..
أحاطت الشّائعات القرية، وتمرّدت الطّمأنينة فيها، فسجنت بالقلق، وراح الأهالي يتقوقعون في بيوتهم بعد كل غروب، وإذا سمعوا صوت امرأة تصيح ظنّوا أنها عزيزة.. تمطّى الخوف في القرية وعربد في شوارعها، وخيّم اليأس فوقها شبحا اقشعرت له الأبدان..
صمت.. دمع.. وعد، وسكين عطشى تنتظر الدماء.. عاشت عزيزة في قبضة الفزع أيّاما يتفتت فيها قلبها في كلّ لحظة مئة مرّة، فانهارت قواها، وغشي الضّباب عينيها، وشلّ الأرق تفكيرها.. طال الحصار، أرهقها، فسألت زوجها في لحظة وعيّ عابرة، أن يهربا بمحمود إلى العاصمة، هناك لن يستطيع سعيد الوصول إليه في مدينة واسعة تكتظ بالسّكان، وتمتلئ بالحارات..
كاد الرّجل يوافق زوجته لولا تدخّل الأهل والمقربين منه الّذين كانوا يأتون لزيارته أحيانا، فأقنعوه بالبقاء كي لا يقال هرب جبنًا، فيطعن في رجولته، ويفقد احترام الجميع.. في قرية الرعب كان هناك شيء ما يجري في الخفاء، وقد آن الوقت لكشفه، والإفصاح عنه، لكنّ ذلك يحتاج لأذكى الرّجال، وأكثرهم حنكة ، قوة، وجاها.. الخطب جلل، أصاب الوهن النّفوس كما أصاب الرّكب.. ولكن رغم ذلك مازال هناك رجال يفكّرون، ويدبّرون، وينفّذون..
اجتمع أكابرالقرّية ووجهاؤها في بيت المختار، بدعوة من الشّيخ مفلح إمام وخطيب المسجد لبحث المشكلة، وإيجاد حل يرضي الطّرفين..
اختلفت الآراء، علت الأصوات، وسادت الفوضى جوّ الاجتماع..البعض طالب بدفع دية عين فهد مبلغا يحدده سعيد، أو تقلع عين محمود.. أمّا البعض الآخر، فقد أراد احتساب الأمر قضاءً وقدرًا، وآخرون شغلهم مصيربشيرة..لم يتّفق القوم على حلّ يطفئ نار الفتنة، فرأى الشّيخ مفلح أنه من الضروري وجود سعيد بينهم لقطع الأسلاك المكهربة في تلك القضيّة الشائكة، ولكن من يستطيع أن يأتي به، وقد رفض المجيء
؟ امتشق المختار قامته دون الجميع، متسلحا برباط الدم الّذي يصله بسعيد عن طريق أحد أجداده، متعهدا مسألة إحضاره طوعا أو كرها، فتمنى له المجتمعون التّوفيق في مهمّته..
بعض الرّجال انزلقوا في الحديث إلى شفا هاوية، كاد بعضهم يضرب بعضا، أمّا المختار، فقد كبّل سعيد بحنكته المعهودة، وعاد به بعدقليل، وعيناه مطرقتان في الأرض حزنا، وغثيانا، رحب به الجميع، فشعر برجفة.. نظرالشّيخ مفلح في وجوه الحاضرين، توقّفت عيناه عند سعيد، فوجده في هوّة سحيقة، يصعب الخروج منها دون جهد.. بادره قائلا: والله لن نرتدي لباس النّساء، ونذرف الدّموع مادام للرجولة فينا بقية..
تحدّث الشّيخ حتّى تعب، ظلّ سعيد صامتا، جامدًا،
كمصلوب، إلى أن قال: كلكم يعلم كم أحبّ زوجتي، فهلّ أطلّقها؟!!!
صاح الجميع: لا
انفرجت أسارير الشّيخ مفلح فقال: نفدي لك اليمين..
سأله سعيد ببرود: كيف؟
أجابه الشّيخ مفلح: طلّق أم ّفهد، ثم تزوّجها ثانية، وأنا أكتب الكتاب في حفلٍ كبير..
انتفض سعيد غاضبًا وقال: لا، والله لن أطلّقها مادمت على قيد الحياة..
قال الشّيخ: لا تطلقها يا سيدي، خذ دية العين ما تشاء من المال ..
قال باسما: لست بحاجة للمال.. عين ابني أغلى من أموال العالم كلّه..
طال النّقاش بين أخذ وردّ، وسعيد متشبث برأيه لا يتزحزح عنه قيد أنملة..
لم تفلح كلّ المحاولات في رده عن عزمه، ولكن لابدّ من حلّ لإنهاء المشكلة خشية أن تتطورالأمور إلى الأسوء..
بعد تفكير طويل قال الشّيخ مفلح: هناك حلّ قديرضيك..
سأله سعيد ببرود أكبر: ما هو؟
أجابه:سأخبرك به ولكن بعد أن تقسم بالله العظيم أمام الجميع أن لا تصيب الصبي بأذى..
قال سعيد : أقسم على ذلك، إن كان الحلّ يرضيني ويشفي غليلي..
قال الشّيخ والقوم يحدّقون به: تمرر سكينا فوق رقبة محمود كأنّك تذبحه، ولكن دون أن تمسه بسوء، وهكذا تفدي يمينك، وينجو محمود، وتأخذ أيضا دية العين..
أبدى سعيد إعجابه بهذا الحلّ بابتسامة عريضة بينما ضجّ المجلس استنكارًا، وبعد أن مسح الشّيخ مفلح على ذقنه سبع مرّات، ساد الصّمت أرجاء المكان، ورضي الحضور برأيه، ولكن هل سيرضى أبو محمود به، ولو مسح الشّيخ على ذقنه بعدد الشّعر الّذي فيها؟
رضي أبو محمود برأي الشّيخ مفلح، دون مسح أو غسل لذقنه أو تمشيط، فهو يعلم أن كلام الرّجل عقد دون حبر أو ورق، وهو يعلم أيضا أن سعيد رجل صادق إن قال شيئا فعله، على حين رفضّت عزيزة أن تسلم ابنها للخطر، وهمّت بالهروب به في غفلة من زوجها، إلى مكان لا يعرفهما فيه أحد، لكنّها فشلت أمام إصرار زوجها على إنهاء المشكلة..
ما أصعب الخصومة، الكره بغيض، والخلاص منه يتطلّب حكمة وتسامحا، كرما وإيمانا، فطنة وحذرًا، صلابة وشجاعة..
لأول مرة منذ دخول القرية في حالة الاكتئاب الجماعيّة، اكتظ الجامع بالمصلين الّذين أتوا لأداء فريضة الجمعة..
خطب الشّيخ مفلح خطبة مؤثّرة، جعلت بشائر الأمل تلوح في الأفق بعد غياب مقيت..
في نهاية الخطبة، أعلن الشّيخ أن يوم الاثنين القادم هو يوم التّصالح وفض الخلافات بين أبي محمود من جهة، وسعيد من جهة أخرى في حفل يضم أهالي القرية ..
نصب سرادق كبير وسط السّاحة التي تقام فيها الأفراح، وارتفعت الأعلام فوق رؤوس المحتفلين رجالا ونساء.. شيوخا وأطفالا.. دقّت الطّبول وعلت الزّغاريد، ومدّت الموائد في مهرجان لم تشهد القرية مثله على ذمّة الراوي، والله أعلم...
وبهذه المناسبة السّعيدة، قدّم أصحاب الخير المال بسخاء من أجل الفدية، والطّعام من أجل الحضور، والهدايا للطفلين..
فوق منصة الاحتفال، جلس الشّيخ مفلح متوسّطا الخصمين، ووجهاء القرية يحيطون بهم، بينما التصقت ركبة فهد بركبة أبيه، وجلس مرفوع الرّأس، منتصب الظّهر، وفوق عينيه نظارة سوداء، بينما جلس محمود في حضن أبيه خائفا، قلقًا، مرتجفا، ويداه معلّقتان بعنقه، وقد دفنَ رأسه في صدره خجلا من فعلته النّكراء، وفزعا من المجهول..
أكل القوم حتّى شبعوا، غنّوا، ورقصوا حتّى تعبوا، ثمّ ألقى الشّيخ مفلح كلمة، دعا فيها المحتفلين إلى الوحدة والتّسامح، وجعل المحبة طريقا للسّلام فيما بينهم. صفّق الحضور تأييد له،
وتعالت الهتافات تمجيدا بالمحبة والسّلام، وبأمر من الشّيخ تعانق الخصمان، كماتعانق الطّفلان، يحيط بهم جمهور غفير من الأصدقاء، والمقربين.. مشى الشّيخ مفلح إلى المكان الذي فرشت فيه سجادة بيضاء لتأدية الفدية، قام المختار بقص الشّريط الحريري إيذانا ببدء العمل.. داهم الرّعب محمود بوحشية، عندما شاهد السّكين بيد المختار، فحاول أن يخترق صدر أبيه بدموعه وتوسلاته كي يعيده إلى البيت، فقال له: لا تخف يا صغيري لن يصيبك أذى.. أنا معك ..
ولمّا عاد الغلام للبكاء نهره أبوه: أنت رجل، والرّجال لا يخافون، هيا قف منتصبًا..
أحس محمود بالإحباط فقد خذله أبوه، وأيقن أن لا حول له ولا قوة، فأضمر في نفسه ألا يحمل مقلاعه الصّغيرمرّة أخرى ..
أشار الشّيخ مفلح برأسه لأبي محمود، فتلّ الأخير ابنه فوق السّجادة البيضاء، ممسكًا إياه بكلتا يديه، بينما أعطى المختار السكين لسعيد وحذّره من الحنث باليمين.. نادى سعيد ابنه ليشهد فدية اليمين قائلا له: ستظلّ هذه اللحظات عالقة بذهنك مدى الحياة، واعلم أن لحظات الفرح قليلة.. أفتح عينك جيدًا، وعندما أخرج السّكين من قطعة القماش الملفوفة بها، حاول محمود الإفلات من يدي أبيه، ولكن ّبعض الحضور تحلّقوا حوله، وأمسكوا به من قدميه لتهدئة روعه، فشدّ الوهن ركبتيه وهويقاومهم، وعرقت جباههم، وهم يقاومون طفولته البريئة..
نظر الشّيخ إلى سعيد فرأه يخرج من هوّة الظّلام كمارد، ابتسم لأنّه قدّم الجهد الكثير من أجل ذلك، فقال له:
كن رجلا وافد يمينك بتقوى الله.
أناخ سعيد فوق رأس محمود وعيون الصّغار والصّغيرات تحملق بذهول بمشهد دراميّ يمثّل أمامهم حيّا على مسرح الحياة... تلاحقت الأحداث.. نظر سعيد في وجه فهد، أمره بخلع نظارته السّوداء عن عينيه، وعندما شاه دزرقة السّماء في اليسرى تسارعت دقات قلبه، بلل العرق جبينه، فقال له الشّيخ مفلح يستعجله:
هيّا يا رجل، افد يمينك قبل أن يصاب الولد بسكتة...
قال سعيد ساخرًا: لن أترك للسّكتة فرصة له..
اتجهت السّكين نحو طريقها تسير فوق رقبة رقيقة لينة، قطعت المسافة القصيرة بسرعة جنونية، فانفجرت نافورة من الدّماء تغطي السجّادة البيضاء بدم الطّفولة، والرّأس الصغير يتدحرج بين قدمي المختار، وعيناه تنظران إلى الشّيخ الذي وقف مشدوها، بينما راح الجسد الصغير يتخبط في بحر من الدّماء، وأبو محمود ممسك بيدي الذّبيح مذهولا، يدور محطّات النّدم، ويطحن فيها أوهام السّلام ...