حب..

حب..

أحمد ضحية

[email protected]

كبرق يشع فجأة , أطلت من غيب غامض ..حبلى بقلق العرافات وتوترات المغنين العابرين ببوح القمارى ومواجد النوارس المهاجرة , فى مساءات  مبهمة للقيا مؤجلة ..كايقاع حزين فى حناجر الشعراء الجوالة , اطلت منال ..بداية للاشياء ومنتهاها , وسر حميم يضيف الى الوجود فصلا اخر فى قصة الخلق التى لم تبتدىء .  قالت , فقلت .. تنهدت , فتنهدت  وحين طال الصمت وتمدد الانتظار على الشرايين المنهكة , انتحى كلانا طى الهاتف المتقطع الصفير فى الفضاء البعيد :- البطاقة انتهت ..
• ونمنا يحلم كلانا بمدى البعد وسر المسافة ومنتهى الشوق والاقتراب اقصى تفاصيل الوريد .. اول مرة التقينا . تبادلنا حديثا متحفظا عن ماض لم يثمر ولكنه ظل مؤرقا ككل الذكريات الاشد جمالا والما . وذات اسى دفىء التقينا لينشطر كلانا , وهو يحمل فى غربته شيئا من ملامح غامضة , وربما احاسيسا نائية . اقصى تلافيف القلب .. ادنى الزحام ...   هكذا افترقنا ليمضى كلانا فى الاتجاه المعاكس , ايغالا فى اغتراب يطول وهجرة مفعمة بال   ......مثقلين بالتباريح وباليومى واخوة الدم والتراب وانتظار الاخرين  ووجه الام الصبوح ......
• منذ  طفولتها تبدت منال كانشودة غجرية , مترعة بالحنين والاسى واللوعة . ففى حصارات اليومى تشبعت بهذا التمرد المنطوى على ريح عاصفة ..  هبت لتجتث الحكايا السائدة .. مشرعة  اشرعتها , كاخر السفن المغامرة فى ارخبيل غامض ينطوى على الحكايا القديمة وحطام البيارق وذاكرة الفراغ ! مضت( هكذا) .. تحلم بيابسة فى مكان بعيد قريب , تقيم عليها مملكتها ضد الحصار .. فرف قلبها لعابر لفحت وجدانه نارها .. فلفح قلبها بلظاه ومضى ككل العابرين فى الامكنة العابرة , قبل ان تبدا المعركة !.. وجه منال الاسى , المترع باللوعة والنوستالجيا العذاب انطوى على عاصفته ليجتث الحكايات القديمة . مشرعا اعاصيره لاحاديث لا تبقى ولا تذر .....

• حين بدات حكاية الغريب البعيد كمبتدا وخبر, فى النهايات الفاصلة بين الحب والتردد . المكر والمناورة . الحكمة والاندفاع .. كانت الشمس قد توسطت السماء وانقشعت الغيوم وامتلات شوارع القاهرة بالحب .. ومن ناصية الشارع الذى يتوسط المدينه هاتفها الغريب , فردت .. ولم يتكرر الصدى ..  ومضى الوقت كاثقل ما تكون الخطى .. استودع الغريب الريح كلماته النادرة . لتهب عليه وتمضى دون أن يكون الغريب ...قلق الغريب , قلق منال . ووجع الغريب وجع منال .. وبين الاحتمالين احتمال , ان يلون الرمادي حواشي الأفكار وهوامش الاحاسيس , ونافلة القول : المحبة .. زاد سيدى كوكاب العنقرة قوت الزمان ...أجاب الغريب فردت منال , وأكد مفتاح الكمبيوتر أخر الأوامر المرسلة ,إلى بلاد البيت الحرام .. إلى منال تجيء بال ..بشارات السعيدة ....

• إذن كان الغريب مزيجا من متناقضات منال , يمضى مرتحلا عبر السباسب والو هاد لتسقط النسوة الغريبات والعابرات , ويتلاشين في الفضاء الرحيب لذاكرة المكان المتغير في الزمان الذي لا يجود ..  مضى الغريب خارج الوجع المقيم لآخر النسوة المغادرات .. قسوة الغريب هي سحر 

 منال , جبروتها في النفي والإقصاء , لإشادة مملكة من هديل اليمام ولبن الطير وألوان قوس قزح وبوح ( الغريبمنال ), طلسما مرصودا في الديانات القديمة , التي جاءت لتجمع العشق والعشاق , ليشكلان كلا واحدا !.. إذن كانت منال الغريب ذاته .. فكرة في خاطره .. خاطرها , ربما .. بوحا لأزل العبارة يشيدها الحرف في اسراره , مختطا طريقا غامضا .. نشا الغريب  فى وحدة منال .. نهض فى عذاباتها , ومضى مخترقا احلامه لتتوغل خاطره وتشيد عالما من من الفسيفساء والاطفال , وانشودات الرعاة واغان الغجر .. كان الغريب  روح منال ذاتها . وهى جسده الذى افتقده . حين مضت لتشيد مملكتها ضد الحصار . فحوصرت فى العابر المزمن .. وانشطار الذات . نهض الغريب جوهرا لهذا العابر , ازليا فى هذا المزمن . وكطاقة التحام جبارة اقتربت الذات من ذاتها . لتلتئم انشطارات الغريب منال .. ادرك انها وجهه الأخر وأدركت انه ... وأدركا ان لا محالة . ما كائن سيكون !! نسيا رفقة الماضي المؤلمة .. وحزن ألليال الطوال .. عذابات الغناء الهزيمة وانكسار الوقت في غربة ألذات . وتشظيه إلى وحدات ملاى بالحرمان والذكرى البائسة ...
• ها تفته منال وقالت فقال ... وقال فلم تقل ...كان الحلم يسوقهما إلى مملكتهما البعيدة .. يستمدان من تمرد هما المتلاشي وقودا لمالأت رحلة حبلى بالوعد والمواعيد  والاتقاء .....