قصص 1

ماجد سليمان

[email protected]

1

عينان تفترسان..

كانت عيناه تفترسانها بلا رأفة، أمضى وقتاً ليس بالطويل وهو يفرك روحه على لونها الفائر بالسحر، وجدت أخاديد لعابه ممراتٍ واسعة حول فمه الفاغر دهشة ولهفة، انقض عليها فظفر بآخر قطعة منها .. لقد كانت آخر تورتةٍ تناولها الحضور.

 

وزيــــــر..

 وزير تتقافز من وجهه حماقات الأرض، يجلس على كرسي تزينه النقوش والزخارف، يلتف من حوله أعوانه الظلمة الذين تركض الخيانة في عروقهم ركض بنات الريح في بيداء الظمأ.

أخرج سكرتيره صاحب الوجه المقمطر ورقة القرار الأول..لبس الوزير نظارته ذات البرواز الواسع ذو الطلاء الذهبي، انهالت تجاعيد وجهه على لحييه وأنفه حين شرع في قراءة الورقة..حَرَّك جسمه الضخم فارتعشت القلوب خلف أقفاص الصدور، قرأ أول سطر من قراره فتفوه سُخفاً:

-  التشديد على الحضور على الانصراف.

 3 

فقرٌ بعد غِنى..

بعد خسر ثروته الطائلة قال لنفسه وهو يركل أطفال الريح ويجلد آثار الدمع:

- ما أمرَّ الفقر بعد الغِنى.

 4

خريف أصفر..

 قضم النسيان من عمرها أربعين خريفاً أصفراً، أقامت في كنفه أحلامها الخضراء بتفاصيلها البنفسجية، وفي صباحٍ رمادي المزاج ألصقت وجهها  بمرآتها العتيقة التي انصدعت زاويتها السفلية اليمنى والتصق على من أعلى حدودها اليسرى بقايا لروجٍ داكن الحمرة تعاقب على بقاءه بكاء الليالي المبتورة من عظام حياتها الهشّّة، وبأصابعٍ سكرانةٍ خلخلت شعرها الكستنائي وقالت لنفسها وهي تمسح خديها بقطعة قطن وردية اللون صغيرة الحجم قد التهمها البلل :

- ما أضيق قبر العنوسة على فتاةٍ آثرت الدراسة على الزواج.

فاتعشت شبابيكها حزنا على ما لفظت به  شفاها المجافية لحروف الأمل، ثم استدارت والجةً ممرات منزل أمها الأرملة ميممةً إلى صورة أبيها المعلقة على جدار الصالة، صورة بها ميول شبه ملاحظ أودعها المصور في بروازٍ تافه النقوش والألوان، اقتربت من الصورة وأستندت جسدها الذي ما زال ملوئاً بالأنوية على يدها اليمنى متكئةً على طوالة رفيعة بعض الشيء، فراحت عيناها المفارقتان لظلام الكحل تجريان على تجاعيد وجه أبيها وحادثت الصورة بأسف:

- ليتني  أطعتك لحظتها يا أبي.