عشر قصص قصيرة جدا

محمد شوكت الملط

[email protected]

"1"

طرائف ونكت

يتبادل الناس الطرائف والنكت... على رئيسهم الذى بالتزوير قد  حكم... فإذا ما إقتربوا من مقر الشرطة... أو توهموا أن مخبرا  ظهر... ترى أبصارهم قد شخصت... وقلوبهم تكاد تنخلع...الغلمان فى الوطن ... يتساءلون... عن مكمن المأساة ... أ هو فى ظلم حاكمهم ؟... أم فى جبن آبائهم ؟

"2"

محاضرة

هاجم الدكتور أستاذ القانون الدستورى فى محاضرته ... مايقوم به الحاكم من إجراءات ... ليورث إبنه الحكم ...قام أحد الطلاب ...سأل المحاضر ... إذا كنت تنتقد الحاكم فى أمر التوريث... فلماذا عينت إبنك الضعيف علمياُ  معيداً ... فى القسم الذى تعمل فيه ؟... إرتبك المحاضر... غضب غضبا شديدا ... طرده من القاعة... عاقبه كذلك... بإبقائه عاماً آخر... فى السنة الدراسية ذاتها .

"3"

عصر عجيب

شب الغلام فى عصر عجيب... ُيوارى فيه الشريف... يوسد الأمر  لغير أهله... سموا الربا فائدة... والرشوة هدية...والخلاعة عندهم تقدم... المقاوم أطلقوا عليه إرهابيا...والمطالب بالحرية فى نظرهم  متمرد... زوج الأم عدو لدود...الزواج بأخرى ذنب لايُغتفر... زوجة الأب هى العدو التقليدى للبشرية...كثرة العيال خيانة فى حق الوطن... المدوامون على إرتكاب الفاحشة فيه... هم الأوصياء على الناس ... أصابه اليأس والقنوط... قرر أن يهاجر إلى المجهول.

"4"

حب الوطن

أحب الوطن ... وأبناء الوطن.... داوم على نشر الفضيلة ... ومحاربة الرذيلة...ساعد الفقراء... وحارب الفساد...جهر بكلمة الحق... ليوقظ... الوطنية الخاملة ...فى قلوب الجماهير المخدَرة...وحتى يستريحوا منه... صوريا حاكموه... خلف الأسوار سجنوه... وفى الزنزانة منفردا... وضعوه.

"5"

جريمة قتل

إستدعى خمسة... كان هو سادسهم ... فكروا معا ... فى كيفية إحياء الأمة ... وإزالة الغُمة... تحركوا ... إنتشروا ... بين الناس... تغلغلوا... إرتفعت الأيادى ... تطهرت النفوس... تجمعت القلوب... بزغت إرهاصات النصر... أصبح قاب قوسين أو أدنى...إلا أن أيادى الغدر والخيانة ... من الداخل ...ومن الخارج ... أبت إلا أن تتخلص منه على وجه السرعة ... وبلا رحمة... قتلوه... أخافوا الناس ... أبعدوهم عن جثته... لم يسمحوا إلا لرجل وخمس نساء أن يحملوها... ويواروها التراب ... بعدها ... لم تتوقف الأفراح... وكذلك شرب الخمر ... والرقص... إبتهاجا بهذه الجريمة الشنعاء.

"6"

تلاوم

حكمهم بالحديد والنار...كمم الأفواه...سامهم سوء العذاب... جمع لنفسه ...دون غيره... الأموال الكثيرة...إستبعد من الملأ الصالحين... وليستأسد عليهم... إستعان بأراذل القوم من الطالحين... نشر بينهم الفتن... والفساد... والخراب...شعار حكمه... أهلا... بالجهل ... وبالفقر ... وبالمرض...على إستحياء... حاولوا أن يحتجوا بصوت خفيض... همسوا... أعطنا حريتنا... أطلق أيدينا...فوجئوا به يزجرهم... يوبخهم ...يهددهم... ويمن عليهم ...ألم يكفكم أننى... لم أزج بكم جميعكم فى السجون...لم أحكم على دموعكم بالحبس فى العيون... وأنتم تتألمون...لم أحرمكم من النظر إلى... القمر والنجوم وهم فى

أفلاكهم

يسبحون...لم تُحرموا من الشهيق ومن الزفير... تركتكم فى بيوتكم ...بالأفلام ...والمسلسلات ...والمباريات... تستمتعون.... عندها ... عادوا إلى صمتهم اللعين... وهم على ما فعلوا مازالوا يتلاومون.

"7"

تلفيق

لفقوا له إتهاماً ... بإرتكاب جريمة مخلة بالشرف ... وهو الشريف إبن الشريف...أدخلوه السجن... عذبوه...صبر... إحتسب الأمر لله...قدموه للمحاكمة... أنصفه القضاء... حُكم له بالبراءة... لم يعجبهم حكم البراءة... إستمروا فى حبسه... أعادوا محاكمته... قبل أن ينصفه القضاء للمرة الثانية... مات كمدا.

"8"

إعتقال طبيب

قاد زوار الفجر ضابط كبير... ليعتقلوا طبيبا داعية...كسروا الباب ... بهمجية دخلوا البيت ... فزَّعوا كل من بداخله... لم يرحموا الأطفال... أيقظوهم من نومهم العميق بقسوة...عبثوا بكتبهم ...وكراساتهم... والدُُّمى التى لايستغنون عنها... بصوت جهورى... صاح الطبيب فى وجه الضابط الكبير.. إتقوا الله فينا...حسبنا الله ونعم الوكيل... أصيب الضابط بهبوط مفاجىء فى دورته الدموية... أسرع الطبيب ... أحضر حقيبته... أعطاه حقنة... سرعان ما إستقرت حالته الصحية ... كانوا قد إستدعوا له سيارة الإسعاف... أما الطبيب فقد أدخلوه مكبلا سيارة الشرطة .

"9"

تشابه أسماء

لتشابه الأسماء...إعتقلوه ...ظناً منهم أنه ينتمى لتنظيم معارض...وجهوا له الإتهام بالإنضمام لهذا التنظيم... أصر على النفى ... لم يقتنعوا...مع قيادات التنظيم تركوه فى السجن ... قرابة العام ...مصادفةً إكتشفوا خطأهم ... ولكن بعد أن تشرب فكر المعارضين ... أصبح عضوا مهما... خرج من السجن ...لينشر الأراء المعارضة للنظام.

"10"

ثبات وحكمة

الأب يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة...فى سبيل دعوته سجنوه عدة سنوات...عذبوه بدنياً ونفسياً... نقلوه من وظيفة مدرس إلى وظيفة إدارية...أصر على طريقته فى الدعوة بالطرق السلمية... حتى بلغ عمره ستين عاما...الأبناء ثلاثة...أحدهم ترك البلاد مهاجراً...كراهيةً فى النظام الحاكم ...الثانى... إقتنع بأسلوب أبيه الدعوى...أما الثالث ... فقد فكر فى الإقتراب من أفراد... طريقتهم مقامة على العنف. ..الذى عاش أبوه ينبذه طوال حياته.