الثرثرة
جميل السلحوت
[email protected]
يحكى انه كان لأحد شيوخ القبائل البدوية في فلسطين ابن وسيم جميل الطلعة ، غير أنه
كان غبيا ،وكان الناس يحترمونه ويهابونه من أجل والده ، وعندما أراد أن يتزوج رفضته
كل بنات قبيلته لمعرفتهن ومعرفة أهلهن بحمقه وبلادته . وفكر أبوه بتزويجه من قبيلة
أخرى حيث لا يعرف أحد من أبنائها ابنه . وأتى شيخ القبيلة بابنه وألبسه أحسن الثياب
حيث بدا وكأنه شيخ الشباب ، وأخبره بأنه ذاهب الى قبيلة أخرى، وسيصحبه معه من أجل
أن يفتش له عن زوجة ، وأوصاه بأن لا يتكلم أبداً أكثر من طرح السلام أو ردّ التحية
، حتى لا يكتشف الناس حقيقته ، ويفتضح أمره وبالتالي يرفضون تزويجه... فوافق الابن
على طلب والده بعد أن طمأنه الوالد بأن أحداً لن يكتشف أمره اذا لم يتكلم . سار
الأب والابن الى مضارب قبيلة أخرى... فاستقبلهم شيخها استقبالا رائعاً ، ونحر لهما
الأنعام... وأكرم وفادتهما... وكانت للمضيف ابنة جميلة ، فطلبها الضيف من والدها كي
تكون زوجة لابنه ، فوافق والدها دون تردد ، وذلك لمعرفته بوالد العريس ، وأحضر
الفتاة وأجلسها بجانب الفتى بينما أخذت والدتها باحضار الطعام... وتقديم ما يحتاجه
الضيوف من طعام وشراب ، ولما رأت والدة العروس أن صهرها قليل الكلام... أرادت أن
تجره للكلام من اجل أن تتمتع بحديثه... فخاطبت والده مازحة بقولها : ما لي أرى صهري
العزيز لا يتكلم ؟ لعله أهبل مغفل ؟ وهنا قال الفتى لأبيه : ألم أقل لك بأنهم
سيعرفونني حتى وإن لم أتكلم ؟ وهكذا فسخت الخطوبة .