مقابلة عمل

هديل حسين أبو نبعة

هديل حسين أبو نبعة

[email protected]

دق الجرس ركضت سناء مسرعة لفتح الباب وقامت بشد الجريدة من يد والدها تكاد عيناها تنخلع من محجريهما وهي تتصفحها بعد أن اتخذت ركنا ً من الصالة ، حوقل والدها ثم دخل المطبخ وعبر لزوجته عن خوفه على ابنته  فمنذ أن تخرجت قبل سنتين وهي على هذه الحالة فلم تجد عملا يناسبها وهي ترفض أي عريس يتقدم لخطبتها بحجة تحقيق أحلامها وتفريغ طاقاتها الإبداعية وأنه محتار ماذا يفعل لها .

بعدها وجه نظره نحوها مشفقا ً عليها وعلى حالها التي أمست عليها ، فجأة بدأت تتقافز فرحا ً صارخة : لقد وجدت عملا ، قاطعها والدها : أرجو أن يكون كما تريدين وحسب شروطك ،صمتت قليلا ً ثم أردفت : إني أحس أنه كذلك ،ارتسمت ابتسامة عريضة على محياها ثم تلتها نظرات حزم وتصميم وقررت المضي والذهاب للمقابلة.

اتصلت هاتفيا ً بالشركة وتأكدت من أن ما لديها من مهارات يؤهلها للعمل فيها وأخذت موعدا ً.

في اليوم التالي خرجت والأمل يشع من عينيها وصلت الشركة دخلتها ببطء ثم سارعت خطاها سألت السكرتيرة عن الوظيفة رحبت بها ودعتها للانتظار وأعلمتها بوجود عدد كبير من المتقدمين للوظيفة كادت أحلامها تهوي تماسكت ثم جلست تنتظر.

حان دورها تقافز قلبها وشعرت بتدفق الدم في شرايينها بسملت ثم دخلت رأت رجلا ً في ريعان شبابه جالسا ً خلف مكتبه يقوم بتصفح سيرتها الذاتية ...تفضلي يا سناء قال المدير أخبرها أنه بنفسه ينتقي موظفيه وفق شروط يرتئيها بما يتواءم ومصالح الشركة شرح لها عن طبيعة العمل بدأ يسأل وتجيبه أحست بالثقة أثناء إجابتها فقد كانت ملمة بتخصصها وقد أحست أنه يرنو لحديثها ويعجب بها وفي نهاية المقابلة تشكر لها قدومها وطلب منها أن تأتي بعد يومين لمعرفة النتيجة خرجت من عنده وقد أبرقت عيناها استقلت سيارة أجرة وتوجهت إلى منزلها هي لا تدري أنها استقرت برزانتها وذكائها قلب المدير .

في تلك الليلة استلقت على سريها وحدثت نفسها بصوت خافت إنه رجل سداد له ركزة عقل وفيه اجتمعت كل الصفات وهذه الوظيفة كما أريد أغمضت عينيها وسبحت في بحر من التأملات وغفت.

ذهبت بعد يومين جلست في غرفة الانتظار كان هناك كثيرون سرعان ما تناقصوا كانت الأخيرة رن هاتفها ردت وإذ بها صديقتها التي تبغض وأخبرتها أنها علمت من أمها أنها وجدت عملا ً وأخذت تسألها عن المستجدات تدلهت سناء في الرد عليها بصدق ثم اختارت أن تكذب عليها أخبرتها أن العمل ليس كما تريد أنها إن تم قبولها به سترفض وأنها لو رأت المدير لفرت منه فقد حللت شخصيته ووجدتها ساذجة و.....أفرطت بذمه لم تعلم المسكينة أنه كان واقفا ً بجانب الباب وكان على وشك مناداتها ليبشرها بقبولها بالعمل بنفسه ، سدعه ما سمع أصابته رعدة اضطرب رجع للخلف خطوة وأدبر .

أحست سناء بحركة عند باب القاعة أقفلت الهاتف وتوجهت نحوه  رأت المدير مغادرا ً غم عليها وارتجفت ...أمعقول سمع ما قلت رجعت إلى كرسيها وحاولت إقناع نفسها بالعكس أحست بخطوات قادمة وإذ بها السكرتيرة تطلب منها المغادرة وردت لها أوراقها وأخبرتها أنها لم تقبل بالعمل قالتها باستغراب سألتها سناء ما بها ؟ ...لا شيء كتبت طلب تعيينك اليوم ومنذ قليل مزقه المدير لا أعلم لماذا ثم غادرت .

عادت سناء إلى منزلها استقبلها والداها ..بشري بشري ..نظرت إليهما ودهدقت في ضحكتها ثم ما لبثت أن انهمر الدمع من مقلتيها .