يوميات الحزن الدامي
يوميات الحزن الدامي
"2"
إسماعيل
جميل السلحوت
اسماعيل في الشهر الحادي عشر من عمره ... طفل أبيض الوجه أخضر العينين ... آخر العنقود ... فقد انجبت والدته قبله سبعة اطفال ... أربعة ذكور وثلاثة اناث .... اسماعيل يوزع ابتساماته العذبة على الناظرين اليه.
اسماعيل يلفظ كلمتي بابا و... ماما .... الجميع يحبونه ويداعبونه ... ولا يبخل هو عليهم بابتساماته ... القصف يشتد على تل الهوى شمال غزة .... القصف يأتي من البر والبحر ومن الجو ... اسماعيل واشقاؤه وشقيقاته يرتعدون ويصرخون من دوي القصف المريع ... اسماعيل لا يستطيع النوم يغفو ويجفل مفزوعا على اصوات الانفجارات مثل بقية اخوته .... الأمّ تحضن اسماعيل في حضنها وتضمه الى صدرها ... يلتهم ثدي أمّه ، ثم لا يلبث ان يجفل مرتعدا ... الأمّ تفيض بلبنها رغم الجوع الذي تعاني منه ... تبسمل وتحوقل وتلوذ الى الله طالبة الحماية ... الأب خرج قبل يومين لاحضار الخبز لأطفاله ولم يعد ...الأمّ بين أربع نيران...نار القصف..ونار القلق على حياة زوجها... ونار حماية اطفالها الذين يرتعدون ... ونار الجوع والعطش ... أطفالها يتوسلون اليها .... واحد يقول أمّّي انا جائع أريد قطعة خبز ... وآخر يئن من شدة العطش .... وكلهم خائفون يحتمون بها.... تنساب دموعها على وجه اسماعيل الرضيع بصمت... خديجة ابنة السنوات الثلاث تسألها : لماذا تبكين يا أمّي ؟...الأمّ تجيب : عيوني تؤلمني .... عيوني تؤلمني...هيوني تدمع من الألم يا ابنتي ... وانا لا أبكي ... الأمّ تمد يدها اليمنى .... تطوف بها على رؤوس أطفالها ... تحاول أن تخفف من روعهم .... الأمّ تحاول الهرب بأطفالها الى مكان آمن لا تعرفه...فلم يعد في قطاع غزة مكان آمن... لكن القصف يأتي من كل الاتجاهات ....القذائف تتساقط في محيط البيت.. وفي الشارع القريب يتواصل قصف مروحيات الأباتشي وطائرات " اف 16" ... الأمّ تنزوي بأطفالها في زاوية غرفة هي الأبعد عن الشارع الذي فيه دبابات " المركفاه " .... الأمّ وابناؤها فزعون من صراخ الاطفال والنساء في البيوت المجاورة ... الأمّ تدعو الله طالبة السلامة لأطفالها .... وتنطق بالشهادتين ... الأمّ تطلب من أبنائها أن يرددوا خلفها : أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ...
قذيفة فسفورية تدخل من نافذة البيت ... القذيفة توزع شظاياها ... ورائحتها الكريهة ... ونيران لهيبها على الأمّ وأطفالها ... البيت يتساقط من كل الجوانب ... الأمّ قبل أن تلفظ أنفاسها تضع اسماعيل على الأرض في الزاوية ... وبقية الأطفال يلفظون انفاسهم باستثناء اسماعيل ... الفوسفور يسري في جسد اسماعيل من أسفل الذقن الى السّرّة .... وبقية جسمه احتمى بجسد والدته الراحلة ... اسماعيل يبكي ويئن في البيت وحيدا ... اسماعيل يصرخ بابا ... ماما ...ولا مجيب ... المسعفون يصلون البيت بعد اكثر من خمس ساعات .... يحملون أشلاء الأمّ وأطفالها ... أحدهم يحتضن اسماعيل ... يحمله بلطف ... ويطبع قبلة على جبينه... دموع المسعف تسقط على وجه اسماعيل ... ينظر اسماعيل مذعوراغير مدرك لما يجري حوله .... اسماعيل على سرير الشفاء في مشفى الشفاء .... الأطباء يقصون ملابسه ... ويبقون سرواله الأخضر ليستروا عورته...يحولون تخفيف آلامه وعلاجه بما تبقى من أدوية... اسماعيل يرتجف من البرد والألم اسماعيل يصرخ بهلع أمام عدسات التلفزة ... بابا ... بابا ... اسماعيل يبكي ويبكي بواكيا .
" 3 "
ماهر
الأسرة تتكوم في زاوية الغرفة الأخيرة في البيت على أمل أن تحميهم من القصف المدفعي والصاروخي وعيارات الرشاشات الثقيلة .. الزوجان العجوزان وأبناؤهما المتزوجان، وحفيدان ...وستة أبناء ...منهم أربع طفلات بين الثامنة والثالثة عشرة ، وابنان احدهما في السابعة عشرة... والثاني في الرابعة عشرة .. طرق عنيف على باب الشقة لا يقطعه سوى أزيز الرصاص.... وهدير القذائف المدفعية.. وصوت الزّنّانة – طائرة استطلاع – يزداد الطرق ويعلو صوت الجارة ... تسمع أم محمد الصوت... تميز أنه صوت جارتها أمّ هاني ... بعد أن كانت ترتعد خوفاً من أن يكون الطارق من الجيش .. تهرول أمّ محمد باتجاه الباب .. وجدت أشقاء زوجها وأبناء عمومته وأزواجهم وأبناءهم .. أكثر من ثلاثين شخصاً يدخلون البيت فزعين .. أبو هاني يقول: لقد احتلوا بيتنا وطردونا منه عنوة تحت الضرب بأعقاب البنادق .. طلبوا منا أن نجتمع وإياكم في الطابق السفلي للاحتماء فيه .. فالطوابق العليا غير آمنه .. تجمعوا في الطابق الأرضي .. وأمّ محمد تحوقل وتردد قائلة : الموت مع الجماعة فرج .. فترد أمّ هاني قائلة : وحدّي الله يا أم محمد لم نعمل شيئاً يقتلوننا عليه... ولو كان القتل في نيتهم لقتلونا في بيوتنا، ولم يسمحوا لنا بالمجيء اليكم .
أبو هاني يقول : لم يقتلونا لوجود صحفيين كانوا يصورون اقتحامهم للبيت ، أحد حملة الكاميرات كانت عليه اشارة الأمم المتحدة... ويبدو أنه أجنبي .. الأطفال يصرخون من العطش والجوع .. رائحة البيت تزكم الأنوف .. لا ماء ولا كهرباء ولا غذاء .. البالغون يلهجون بالدعاء المستمر كي تزول الغمّة ويفرج الله الكربة .. مضى يوم .. مضى يومان والوضع على حاله .. يقرر عجوزان من الموجودين الخروج لاحضار ماء وخبز... فالأطفال على حافة الردّى .. في الشارع يصيح عليهم الجنود تحت وابل الرصاص المحيط بهم بأن يخلعوا ملابسهم .. خلعوها وهم يرتجفون من شدة البرد في هذا الشتاء فرس البرودة غير الماطر .. يدخلان البيت .. يقدمان الماء للأطفال أولا .. قبل أن يرتوي الأطفال جميعهم .. جرافة عسكرية تهدم جدار البيت .. يتبعها عدد من الجنود... يطلقون زخات من الرصاص داخل الشقة .. الدماء تتناثر... والأشلاء تتطاير... والصراخ لا يلبث أن يخمد خمدته الأبدية .. ماهر ابن الرابعة عشرة يهرب من الشباك الخلفي مصاباً بخاصرته وفخده .. دماؤه تسيل .. أحد الجنود يصوب سلاحه باتجاهه .. زميله يردعه قائلا .. دعه يذهب كي يحدث الآخرين عمّا رأى .. ولن يلبث طويلا يموت من اصابته .. ماهر يواصل الهرب باتجاه مشفى الشفاء رغم آلامه .. ماهر دماؤه ترسم خطاً أحمر في الشارع .. ماهر يبكي... ويُبكي بواكيا.
"4"
رياض
رياض في العاشرة من عمره .... رياض يعشق كرة القدم ... رياض يمارس لعبته مع اقرانه في أزقة الشجاعية .... رياض يحلم بأن يصبح نجما عالميا في هذه اللعبة ... رياض لا يقبل بان يكون اقل من النجم العالمي السابق بيليه ... رياض دائم الحركة كالنحلة التي تنتقل بين الأزهار ... رياض طيب النفس يحب خدمة الآخرين .....رياض لا يتوانى في تقديم أية خدمة تطلب منه ..... فهو يشتري الأغراض التي تطلبها والدته والجارات .... يذهب راكضا الى محلات البقالة ويعود راكضا .... رياض مجتهد في دروسه ...ولا يهتم بالسياسة بالرغم من كرهه للاحتلال وبالرغم من احلامه بأن يعيش في وطن مستقل يتنقل فيه كيفما يشاء ... رياض يحب الجمال ويستمتع بحياته ما استطاع الى ذلك سبيلا .. رياض يتوقف على شاطىء البحر .. يراقب الأمواج وهي تتكسر على رمال الشاطىء .. ثم لا تلبث أن تعود من جديد .. يغريه المنظر فيقفز في البحر يتعارك مع الأمواج فرحا....يتسابق مع اقرانه...يعود الى الشاطئ ثانية...يحمل كرته.. يلعب .. يضحك .. رياض ينهض مبكراً .. يراقب شروق الشمس .. يراها تبزغ على استحياء من خلف الأفق البعيد .. يراقب الشفق الأحمر .. يرى الأشعة تتمدد على حبات الندى فيتخيل أشياء جميلة كثيرة .. رياض يراقب شمس الأصيل .. يرى الشمس وهي تزحف فوق البحر المتوسط الى الغرب .. يرى الأفق الوردي يرتسم لوحة جميلة أبدعها الخالق .. رياض يخاطب الشمس طالباً منها أن تتوقف عند هذه النقطة ليبقى جمال الطبيعة على حاله .
رياض لم يعد يستمتع بالشروق أو الغروب .. فالدخان المتصاعد من قطاع غزة نتيجة للقصف الهمجي من البر والبحر والجو يغطي السماء .. رياض يشمئز من الدخان المتصاعد من القنابل الفسفورية .. هذا الدخان يجعل رياض يسعل بألم قوي .. ويحجب رؤية السماء .. رياض يغضب من ذلك لكنه يواصل هواياته في لعب كرة القدم .. رياض يحب الحرية ولا يقبل أن يبقى حبيس البيت .. رياض يحمل كرته ويلعب في محيط البيت .. بيت أسرة رياض بعيد عن خط المواجهة .
وبدون سابق انذار رياض يسمع هدير طائرة " اف 16 " ويراها تحلق في المنطقة .. الطائرة تلقي قنبلة فسفورية حارقة .. رياض يصحو على نفسه في مستشفى الشفاء محروق الجسد .. فاقداً نظره .. يتحسس رياض عينيه فيجد أنهما مغطيتان بلواصق بلاستيكية .. رياض لا يقوى على الحركة .. رياض لا يعلم أن أسرته قد أُبيدت .. رياض يحاول أن يبكي ولا يستطيع .. رياض يظهر على الشاشة الصغيرة مستلقٍ على سرير الشفاء .. رياض حزين ويُبكي بواكيا .
-5-
"أميرة"
أسماها والداها أميرة لأنها تربعت على عرش امارة قلوبهم .. طفلة في التاسعة من عمرها .. أنجبت والدتها قبلها ولدين .. ولما أنجبت ( أميرة القلوب ) فرحا بها كثيراً واكتفيا بما رزقهما الله من البنين .. في هذه الظروف العصيبة يكفي ثلاثة أبناء .. نعتني بهم .. نعلمهم .. نوفر لهم حياة كريمة .. نعدهم اعداداً جيداً لحياتهم القادمة .. نصلي لله أن يكونوا هم وأبناء جيلهم أسعد منّا ومن جيلنا .. ونصلي كي يعيشوا بسلام وأمن افتقدناه في حياتنا .. أميرة تملأ البيت سعادة .. الوالدان يقولان لم نشعر بالأبوة والأمومة الحقة الا بعد أن رزقنا الله بأميرة .. البنات أكثرحناناً من الأبناء هذا ما يردده الأب كثيراً .. فترد الأم بفخر : لهذا أسموا الاناث الجنس اللطيف .. وتضيف : اذا كان الابن سرّ أبيه فإن البنت سرّ أمها .. فيقول الأب مازحاً : يا عمي "طبّ الجرة على " ثمها " – فمها – تطلع البنت لأمها ".. وهكذا يتحدثون ويتمازحون ..
أميرة تذهب الى بيت خالها الذي يبعد عن بيت الأسرة حوالي ثلاثمائة متر لاستعارة الهاتف الخلوي كي يطمئن الوالدان على بعض الأقارب والأصدقاء .. فالقصف العنيف الذي يتعرض له تل الهوى من البرّ والجوّ والبحر أدخل الرعب في نفوس الآخرين .. فالقذائف تستهدف البيوت الآمنة والمواطنين المدنيين .. القذائف لا ترحم طفلاً أو امرأة أو شيخاً هرماً .. فكل ما يدبّ على الارض أصبح هدفاً .. أميرة تصاب برصاصة قناص عند مدخل بيت خالها .. أميرة تصعد الى الطابق الثاني وتطرق الباب بشدة وتصرخ بأعلى صوتها .. ولا مجيب .. أميرة تتحامل على نفسها وعلى جراحها وعلى خوفها فتنزل الى الطابق الأول لعله يمون أكثر أمنا، أميرة تجد قنينة ماء أمامها .. تشرب .. تجلس على الأرض .. تصرف نظرها عن دمائها النازفة .. تتمدد على بطنها ووجهها الى الارض .. تغفو مرعوبة .. وتصحو مرعوبة .. تمد يدها الى القنينة .. تملأ فمها بالماء وتغفو من جديد .. أميرة رغم عطشها لا تشرب حتى الارتواء .. أميرة تريد أن يبقى الماء معها أطول فترة ممكنة .. أميرة لا تقوى على الخروج من الوهن الناتج عن النزيف .. ومن شدة الخوف فالرصاص والصواريخ يتطاير في الشوارع ،وهدير الطائرات والدبابات يصمّ الآذان .. يمضي النهار الأول والليلة الأولى والنهار الثاني والليلة الثانية، ويدخل النهار الثالث وأميرة تنتظر الفرج الذي لم يأت بعد .. الطابق الثاني تهدم وأميرة تشعر أنها تموت كل دقيقة .. بعد عصر اليوم الثالث يدخل عدد من الصحفيين الى البيت بعد أن تراجع المهاجمون .. أميرة ترتجف خوفاً وتنطق بالشهادتين في انتظار رصاصة الرحمة .. الصحفيون يهدئون روع أميرة ،وينقلونها الى مستشفى الشفاء .. أميرة تتلقى العلاج المناسب وتتمدد شاحبة على سريرها لا تعلم أن والديها وشقيقيها وأسرة خالها قد قضوا نحبهم تحت الأنقاض .. أميرة في ذهول مريب أمام عدسات التلفزة .. هكذا ظهرت أميرة على الشاشة الصغيرة .. أميرة تبكي فتفلق أكبادا وتُبكي بواكيا بواكيا .
– 6-
أسرة
سمر في الرابعة من عمرها .. ترقد في احدى مستشفيات بروكسل في بلجيكا .. أوضاعها غير مستقرة .. اثنتا عشرة رصاصة اخترقت الجانب الأيسر من صدرها .. الرصاص اخترق الكبد وخرج من الظهر .. سمر لها بقية من حياة .. بعكس شقيقتها سعاد – سبع سنوات – التي سقطت برصاصتين أصابتا القلب الصغير أمام المنزل في عزبة عبد ربه شرق جباليا .. وأمل ابنة السنتين ، تطاير مخها في الشوارع وهي تدرج أمام والدتها وجدتها لأبيها ... الوالدة والجدة أصيبتا اصابات فوق المتوسطة .. الرصاص لم يصب الأمّ والجدة في مقتل .. فبقيتا بين الحياة والموت تكابدان الألم والحزن .
الأم والجدة خرجتا بالطفلات الثلاث بعد ان اشتد القصف على البيت .. احدى القنابل الفسفورية دخلت البيت، وأشعلت فيه الحرائق ، لم يكن مناص من الخروج رغم المجهول الذي ينتظرهم في الخارج ، الجدة طلبت من ابنها خالد أن يحتمي في مدخل البيت كي تخرج هي وزوجته وأطفاله .. على أمل ان الجيش النظامي لن يقتل النساء والأطفال .. هكذا قال أولمرت وباراك وليفني عند اعلان الحرب .
صوب الجنود أسلحتهم بحذاقة تامة نحو الحماة والكنة والطفلات الثلاث .. سقطن جميعهن بين قتيلة وجريحة .. الجنود يضحكون على الأشلاء الغضة المتناثرة .. وفرحون بالدماء السائلة ... خالد الابن والزوج والأب .. يرى المنظر .. الرصاص أمامه .. والنيران خلفه .. يخرج من البيت مذعوراً ..الجنود لا يطلقون عليه الرصاص .. لا يعرف سبباً لذلك .. فربما تركوه حياً لتكون لوعته أكبر .. تقدم نحو والدته .. الوالدة تترنح بدمائها .. تقول له : أنا شبعت من عمري يا ولدي .. أسعف زوجتك وبناتك .. يتقدم نحو الزوجة المتخبطة بدمائها ، فتقول له : خالد أسعف البنات .. خالد يجد أمل قد فارقت الحياة .. خالد يجد بقية من حياة في سعاد .. خالد يحمل سعاد بيده اليمنى ويحمل سمر بيده اليسرى .. سعاد تقول لوالدها : أسعفني بسرعة يا أبي فدمائي تنزل بغزارة .. ولا تلبث أن تفارق الحياة .. تقترب سيارة اسعاف تحمل الضحايا الى المستشفى .. سمر في وضع حرج وخطير .. الأطباء يقدمون لها الاسعافات اللازمة .. ويرسلونها للعلاج في الخارج عبر معبر رفح .. في مستشفى العريش .. يتلقفها أطباء بلا حدود وينقلونها الى بلجيكا ..
بعد أن هدأت المعارك ، خالد يعود الى بيته فيجده ركاما .. ويجد مزرعة الدجاج مردومة على ثلاثة آلاف طير .. ليختلط الدم الانساني بدم الدجاج تحت الردم .. خالد يقول : كان لي بيت ومزرعة وحديقة .. وكان لي أمّ وزوجة وثلاثة طفلات .. خالد يدور بالشوارع وحيداً لم يكن مع المقاومة ،ولم يكن المقاومون قرب بيته.. خالد يسعى لتقديم شكوى في محكمة الجنايات الدولية ضد القتلة .
سمر تدخل في غيبوبة وتصحو .. تنظر في وجوه الأيدي الرحيمة التي تعالجها ولا تجد لغة مشتركة تحادثها بها .. تبتسم لهم ابتسامة الشكر والعرفان ، تتذكر والديها وجدتها وشقيقاتها وبيتها .. سمر لا تعلم عنهم شيئاً .. سمر سيزرعون لها كبداً بدل كبدها المتفتت .. سمر تفلق أكباداً وتـُبكي بواكيا .