قصيرات طرف

محمد ملوك /مغرب

[email protected]

رسالة توضيح

على مدونته التي تحمل اسمه الحقيقي كتب إدراجا تحت عنوان : " المخابرات تتتبع خطواتنا على الشبكة العنكبوتية " .

وعلى بريده الإلكتروني وجد رسالة جديدة تقول :

" أخطأت في الحكم علينا ، نحن لا نتتبع خطواتكم أبدا " .

خطأ !!!

صاحبي قلما يجيد نطق العبارات .

أقسم لي أننا سنصبح على وطن عظيم .

حين أصبحنا صرنا عبيدا لوثن كبير .

الشيخ والعشاق

الشيخ الورع يمارس كعادته رياضة المشي ، رمقت عيناه شابا يسبح في أحضان فتاة طرية، تحدى عقبات الصخور ، وأسرع الخطى نحوهما ، شنع فعلهما وعكر صفو جلستهما .

عاد أدراجه لبيته، فاجأه صوت سريره ، إسترق السمع بحذر ، وإذا بصوت يقول :

 " لملمي ثيابك واخرجي قبل أن يعود أبي " .

الضمير والفاعل

الضمير المستتر شكا لضمير مبني وآخر منفصل غياب الفاعل عنه .

أعلنت حالة الطوارئ ، فتش الجميع عن فاعل أمسى مفعولا به .

أدراج الرياح ذهبت بمحاولاتهم ، وحروف اليأس دبت إليهم فأنستهم أمره إلى الأبد .

وحده الضمير المتصل من وجده في موسم الحج بالكعبة يشكو إلى الله فساد الضمائر الحقيقية .

الجد والحمار

الحمار القوي الذي يملكه جدي يأبى أن يضربه أحد ، والجد البالغ من الكبر عتيا يرفض أن يعصي له الحمار أمرا .

حمل عليه الأثقال ، أمره بالسير بعدما توسط ظهره ، عصاه وأعلن حالة الإنقلاب ، ضربه بقوة ، نهق الحمار وبحركة رياضية هوى به فعض كتفه وشج رأسه وأدمى وجهه .

خيرناه بين بيعه أو قتله ، فقال :

 لا ورب الكعبة ، لا أبيع ولا أقتل حمارا أحيا صلة الرحم بيننا .

الأمير والذبابة

الأمير الذي أطلق الرصاص على الشرطي المسكين ، ووصفه ب " البخوش " والذباب الحقير ، تسللت ذبابة ناقمة إلى مسالك أنفه ، وعبرت بقوة ضعفها إلى أنسجة مخه ، مارست عليه لعبة الكر والفر ، وأنجبت له طنينا ردد الشعب صداه :

<< أمير تقتله ذبابة >> .

صحوة ضمير

سأله القاضي : أمعك شهود ؟؟؟

... نعم : شيخ في الستين وشاب في العشرين .

 نقسم بالله العلي العظيم أننا رأينا المتهم يضرب صاحبنا بقسوة شديدة .

حكمت له المحكمة بتعويض مالي ضخم ،

خرجوا وتوسطوا الشارع فناول كل واحد منهما نقدا من العيار الثقيل ،

وبسرعة خيالية خطفت شاحنة متهورة روح الشيخ وقسمت ظهر المدعي ،

تأمل الشاب في المشهد ، إستيقظ ضميره ، فقرر من لحظته الشهادة زورا ضد كل راشي .

سعار وتلقيح ...

الكلب الشرس مزق ثيابي وكشف عورتي للعالمين ،

قمت بعضه ، فر ، فاتهموني بالسعار .

أعاد الكرة ، أطلقت عليه رصاصا من قلمي ،

حاكموني بمعاداة الكلابية ،

ولقحوا الشعب ضد أفكاري النارية .