قصص قصيرة جداً
استلاب
عبد الرزاق المصباحي / المغرب
استيقظ متأخرا على غير عادته, نظر إلى الساعة, الوقت يداهمه, هذب من بذلته، لم ينس وضع العطر ونسي الصلاة .
في الطريق صار يستحضر الدرس و تفاصيله البلهاء : البيداغوجيا الفارقية, الدعامات الديداكتيكية، الكفايات, الأهداف ...... لعنات مستوردة في أكياس بلاستيك بثقل " أحد " في أشباه مدارس ب " رضوى " ... وصل فألفى المؤسسة فارغة إلا من أضخم تلاميذه جثة يقذف بالكرة تباعا و بقوة إلى سور المدرسة كمن ينتقم أو يشفي حقدا دفينا . استنفد احتمالاته طالب علة غياب الجميع فلم يجد .... لم يجد مناصا من سؤال المتكرش تلميذه :
_ اليوم عيد الاستقلال الذي درستنا نصا عنه قبل يومين حين أخبرتنا أن الوطنية الحقة تبتدئ حين نحفظ_ بحب_ أعيادنا الوطنية, أجاب اللعين بخبث و انسحب يتمتم بدعوات سوء.... أطرق هو مليا ، حدق في محفظته السوداء ... ضرب بها الأرض، ثم انطلق يشق الجبال بصراخ جنوني.
إحسان
المشهد الأول:
جلس ... يده ممدودة و هامته إلى الأرض يستعطف المارة ...
المشهد الثاني:
رجلان يتجهان نحوه: أولهما ببذلة سوداء و نظارتين شمسيتين...و الثاني بجلباب لا يختلف عن ذلك الذي للمكدي.
المشهد الثالث :
الرجلان كلاهما يدخل يده في جيبه.
المشهد الأخير :
توجه المكدي ببصره نحو صاحب البذلة؛ الذي أخرج منديلا مسح به عرقه المتصبب؛ بينما أعاد صاحب الجلباب قطعته النقدية المعدنية الوحيدة إلى جيبه و قد علت وجهه ابتسامة واضحة.