قصص قصيرة جداً
(23)
عادل العابر - الأحواز
1 – فهيمة
عندما رأت الوطن يئن تحت وطأة الإحتلال، خلعت فساتين الموضة وارتدت ثياب النضال لتحرره.
عند ذاك نظر الوطن بعين الإحتقار إلى الجبناء واليائسين من النصر والساعين إلى مطامعهم الشخصية.
2 – معصومة
اضطهدها الأعداء فلجأت إلى نظام ذويها،
ظنت أنها أصبحت وأطفالها الخمسة في أمان،
لكن ذويها إتفقوا مع أعداءها على تسليمها!
وعند نقطة التسليم، نظرت خلفها نظرة معاتبة، إنما لم تر للعروبة والحمية والقيم العربية أثراً قط!!
وكأنما الدم العربي تجمد في العروق!!!
3 – رنا
وقفت التلميذات في طابور طويل، وبدأت المديرة تقرأ الأسماء:
زينب ناصري ... حاضرة، .. أدخلي في صف ألف،
فاطمة طرفي ... حاضرة .. في صف باء،
شهناز سالمي ... حاضرة، .. في صف ألف،
..................................................
سكينة كعبي .. سكينة كعبي ، .. يبدو أنها غائبة.
وبعد أن أتت إلى آخر إسم في القائمة ودخلت صاحبته في صف ألف، بقت رنا واقفة لم تقرأ المديرة إسمها!
فرجعت إلى البيت تبكي، وهي تتذكر كلمات لم تستوعبها دارت صباح هذا اليوم بينها وبين والديها:
إحفظي إسمك جيداً ... سكينة .. سكينة كعبي.
عنادك يا رجل سينتهي بنا إلى السجون! ... هذه حكومة!!
ثم أليس هذا الإسم عربياً؟ .. ألم تكن سكينة، بنت الحسين عليه السلام؟!