مع أخلص معاني المحبة
ميزوني محمد البنّاني
[email protected]
- أ -
الوصايا العشر *
"
خذ ْ كوكا كولا
منعشة في جمر الصحراء
خذ
منديلي
خذ
كلمات متقاطعة
خذ
دفتر ألغازْ
خذ
قنبلة
خذ
سلسلة للمعصم
خذ
واقية للغازْ
خذ
علكا يدرأ عنك السأم القاتل إذ ْلا قتل
وخذ
وُولكْ مانْ
يصرف عنك زئير الصاروخ وزوبعة الأحزان ْ
خذ
مانع حمْل وتذكرني
فأنا هذي الساعة في البارْ
أنصت للأخبارْ
أحلم أن ترجع لي بطلا
معصوبا بأكاليل العارْ . "
- ب
-
<<
عزيزتي " كاتي" ..
أكتب إليك وأنا أرتدي القناع الواقي الّذي لا أنزعه حتىّ في نومي ، ثقله المملّ يا
عزيزتي أهون علينا بكثير من الاختناق بغازات كيماوية قد يباغتنا بها العراق .
صحيح أن الرّادارت تطلق صفارات الإنذار عند بدء أي هجوم كيماوي ، ولكن ، من يضمن
لنا نحن الجيوش البرية الأمريكية أن عطبا ما سوف لن يصيبها فجأة ساعة الهجوم،
فنختنق قبل أن نتمكن من وضع هذه الأقنعة ؟
الحياة يا عزيزتي لا نعرف كم هي عزيزة وغالية إلاّ عندما تحفّ بها المخاطر من كلّ
جانب .
لو
كنت على الجبهة لفهمتني أكثر.
نحن
هنا نعرف ما في قلوب بعضنا بعضا، لأننا نعيش الوضع نفسه. أقول لك ماذا في قلوب كلّ
هذه الجيوش المجيّشة :
نقمة،خوف ، قلق ، انتظار ، حزن ، غربة ، حنين ..
*
الزيادة في الأكل .
*
الإكثار من الراحة .
*
لعب الورق .
*
مشاهدة أفلام رعاة البقر.
*
قراءة كتب التفوّق الأمريكي العسكريّ ، وكتاب " هجوم المشاة " لثعلب الصحراء "
رومل" .
*
جسد " مارلين مونرو" العاري في صور وزّعت علينا خلسة.
*
صور الفاتنة " جاكي غيلبور" تلبس قميصا بيدين طويلتين وسروال " جينس " بعد أن رفض
حلفاؤنا العرب صورها عارية .
*
حالات أخرى تخدش الحياء..
كل
هذا جربناه دون جدوى . أطباؤنا النفسانيون يستخفون بنا . قالوا إن معنوياتنا
سترتفع، وإنّ جليد الخوف والقلق سيذوب. وإنّ طيور الارتياح والأنس ستحلق في سمائنا
تماما كما لو كنا في فسحة رائقة.
أإلى هذه الدرجة هم سذج ،أم هم يضحكون على ذقوننا ؟
لن
يخسروا شيئا ، طبعا . قالوا ما عندهم من كلام ومضوا إلى ديارهم، الخاسر الوحيد هم
نحن.
نحن الذين ينتظرنا في الجبهة الأخرى غلاظ شداد تعمي الأحقاد قلوبهم السوداء.
نحن الذين سنقاتل من كانت قيادتهم تسّرحهم في الصّحراء بلا زاد ، شهورا، فيرجعون
إليها أقوى وأعتى.
نحن
الذين ستنفسح هنا ، وننعم بالمناظر الخلابة، ثم نرجع إلى أسرنا سالمين معافين.
يا
لسعادتنا وحسن مآلنا..
يا
للامتيازات التي نحسد عليها .
معذرة يا " كاتي". يجب في رسائلي إليك، أن أسخر، وأصرخ ، وأشتم وأحلم وأدندن،
وأترنم بالأغنيات ، واستلقي على ظهري ضحكا ، وأقبل ، وأحضن، وأغسل وجهي بالدّموع .
أجنّ إذا لم أجد إنسانا حميما أمارس معه كلّ هذا ،بعيدا عن أجواء هذه الجبهة
الملعونة .
زملائي أيضا مثلي بحاجة إلى من يستأنفون معه حياة طبيعيّة غير الّتي نحياها على هذه
الحدود .
لماذا لرسائل الجبهة كل هذا الطعم وهذه النكهة؟
ألأنها الرابط الوحيد بين الداخل والخارج ؟
زميلي " سكوت" يصفها بأنها الحبل السري الذي يمدّ أجنّة الصّحراء مثلنا بالغذاء
الرّوحيّ والعطف وحبّ البقاء ثم يتنهّد متسائلا:
"
من منّا يستطيع أن يرى يوميّا أطنان الرسائل ينزلها رجال البريد من الشّاحنات دون
أن يتحلّب فؤاده طمعا في رسالة باسمه"؟
يقول هذا رغم أنّ آخر رسالة وصلته من زوجته، منذ أسبوع، حطّمت معنوياته ..أذكر أنّه
عندما بدأ في قراءتها، دوّت صفارات الإنذار التي كانت تدرّبنا على التحسّب، لكنه لم
يبال بها ، ومضى مشدودا إلى الرسالة يقرؤها بقلق وغيظ متناميين. وما كاد يفرغ من
قراءتها حتّى راح يمزّقها بجنون ، وينثرها في الهواء ،لاعنا كلّ النّساء عدا أمّه
الحبيبة. تخيّلي ماذا كتبت له. لقد بشّرته بأنها حملت بعد قدومه إلى الجبهة بأشهر
وتطلب منه بكلّ بساطة الصّفح .
وبدأ " سكوت" في الأيام الموالية يخرج من صمته فراح أوّلا يحذر البريديين من مغبّة
تسليمه ،مرة ثانية ،رسالة من زوجته ، وأصبح يكتفي- خلسة منّا- بكتابة رسائل عشق إلى
نفسه ، يأخذها البريديون على أن يضعوها في الغد مع أطنان الرسائل الواردة على
الجبهة ، وحين يتسلمها ، ينزوي لقراءتها كما لو تكون مرسلة حقّا من امرأة تكنّ له
الحبّ والإخلاص المفقودين.
لا
أدري لماذا أشعر نحوه بالاستخفاف والشفقه. ألأنّ ما وقع له لا يمكن أن يقع لي مع
امرأة مثلك سيمتها الوفاء ؟
جميل منّي أن أقضّي معه الساعات ، فغيري من الجنود يتحاشون الاحتكاك به ، إنهم
يتشاءمون من اسمه الشبيه باسم صاروخ " سكود" هذا الذي يصبح شرسا وطويل الذراع،
عندما ينطلق من العراق.
"
كاتي" يا عزيزتي .
قبل
أن أسمعك رجائي ، عديني بأنك سوف لن تضعيه محلّ سخريّة واستغراب.
كلّ
جندي ، هنا في الحبهة ، يضع نهارا داخل خوذته قطعة من الملابس الداخلية لزوجته أو
لحبيبته ، أما ليلا فإنه يخرجها ليتشمم رائحة الأنوثة المنبعثة منها ، يحتمي بها من
صمت الصحراء المخيف .إنها كما قال أحد الجنود تعويذة لجلب الحظّ وتذكار تام الشروط.
هل
يرضيك يا عزيزتي أن أظل مثل " سكوت" بلا تعويذة في صحراء قفراء موحشة ؟
لا
أعتبره مخطئا " سكوتْ" حين تصّرف بذلك الشكل ؟ أتدرين ماذا فعل؟
سرق
للجندي " روبرت" قطعة من ملابس زوجته الداخلية ، وتركه ليومين بلا تعويذة لجلب الحظ
ّ.
كان
سيفقدها إلى الأبد لو لم يجد " الكولونال" في البحث عنها بيننا حتّى عثر عليها داخل
خوذة " سكوت" المسكين .
سأتصرف مثل " سكوت ْ" إن لم تصلني قطعة من ملابسك الداخلية يا " كاتي" .
عزيزتي ...
رّدك على رسالتي السابقة كان متأخرا، ورغم ذلك قرأته عشرات المرّات ، لأنه كان
اسفنجة تمتصّ مزيدا من قطرات قلقي وهمومي كلما أعدّت قراءته . صديقنا " مايك" أزال
مخاوفي عليك من الوحدة . كم هو شديد الحرص على طرد ذباب السآمة والضجر من حياتك
..ومع ذلك لا أدري لماذا أشعر بالارتياب في أمره، ولماذا صرت أستحضر قصص جنود سرقت
منهم نساؤهم لما كانوا في الجبهة ؟
كيف
حال طفلينا ؟
·
احرصى على ألا يتسرب إلى قلبيهما الصغيرين أدنى خوف.
·
جنبيهما مشاهدة أشرطة الحرب والرّعب.
·
دندني لهما إلى أن يأخذهما نوم هادئ مريح .
·
ضاعفي لهما الغذاء من الحليب .
·
حافظي عليهما وجنبيهما الحوادث .
تحرقني على هذه الحدود الدمعة التي قد تنزل من عيني أحدهما.
تبضّع حياتي الكوابيس التي تقطع أوصال سعادتهم. تدفنني في الصحراء آهات جوعهما.
تفتت كبدي قطرة الدّم التي قد تنزل من أيّ جرح يصيبهما.
أموت .
أفنى .
أنسحق يا " كاتي" إن مسّهما ضرّ.
هما
رئتان من رئات المستقبل.
هما
يدان من أيد ستأخذ يوما المشعل الأمريكيّ إلى آخر نقطة في الكرة الأرضية.
الأطفال يا " كاتي" ، كما تعلمين ،هم كلّ شيء ..
سواعد تطوّر، وترفع ، وتبني ، وتكيف التراث ، وتؤصّل، وتعمر ، وترفع الذل ، وتثأر ،
وتحقق أماني السلف .
كيف
حال متحفي الصغير؟
انفضي الغبار، كل يوم ، عن تمثال كلّ من " كريستوف كولمب" و " همنغواي".
لمعي بقية التّحف ، وأعيدي تصفيفها.
احكى لطفلينا عن كل قطعة منها . إذا ما عرفا قيمة موجودات متحفي الصّغير فلن يتلفا
شيئا منها.
شعب
يا عزيزتي بلا متاحف ، شعب بلا ذاكرة ، بلا عنوان ، بلا هوية، وبلا مناعة.
"
كاتي" يا عزيزتي ..
مكثنا على الجبهة الكثير ولم يبق لنا إلا القليل . إشارة بدء الهجوم البرّي، يبدو
أنّها على الأبواب، بعد أن نفذت الألفا طائرة- إلى حد الآن- مهماتها الجوية في "
العراق" و " الكويت" بنجاح فائق ، رغم أن الطيارين الفرنسيين كانوا في الأيام
الأولى يتخلصون من حمولات طائرتهم بعيدا عن أهداف تحميها دفاعات عراقية خطيرة.
سأرجع يا " كاتي" قريبا . عليك أن تسجلي لي كلّ الأغاني والرّقصات الجديدة التي
ظهرت وأنا في الجبهة، سيسخر أصدقائي منّي إن وجدوني لا أعلم بها بعد العودة من
الجبهة.
قبلاتي الحارة لك ولطفلينا .
مع
أخلص معاني الحب
"
ميرا "
الحدود السعودية الكويتية
13/02/1991 . >>
- ج -
فجأة تتحوّل السّماء إلى خلية جمر ترفّ بعصبية وهي تتدلّى ، بل إلى شجرة من
المصابيح الصّغيرة متراقصة الأضواء ، بل إلى خرزات عناقيد ومسبحات لامعة ، بل إلى
شماريخ تنشطر إلى آلاف الحبيبات المشعة ، بل إلى عيون قطط تتغامز في الليل ، بل إلى
أمواج من طيور متعاقبة تتغوّط صفوفا من كتلات حديدية ملتهبة تسقط منفجرة في أحصان
المدينة، فتلفظ أحشاءها أشلاء ، أشلاء ومزقا ، مزقا.
"
قولوا لنا مرحى أيها العراقيون.
لقد
جئناكم بهدايا ككل ليلة .
الشرعية الدولية- أكرمها الله- تفكر فيكم ليل نهار.
لن
تنساكم إلا إذا نمتم جميعا هانئين إلى الأبد.
ليلزم كلّ واحد منكم مكانه، اطمئنوا. لكل واحد نصيبه يصله أينما كان .
خذوا..هذه للأطفال. قيادتنا أوصتنا بأن نبجّل الأطفال عليكم. حتما أنتم راضون.
إنّهم أكبادكم .
نحن
نراعي هذا الجانب ، لذلك اهتممنا أولا بمصانع حليبهم، ورياضهم ومدارسهم، ودور
ألعابهم .
شعب
أطفاله في مأمن ، شعب لا يستسلم. "
هكذا تمتم طيّار بريطانيّ بزهو بعد أن أحال معمل الحليب إلى ركام من التراب ، ثم
اقترب بمقاتلته من طائرة التزوّد بالوقود وعيناه على قائمة المدارس ، والرياض ،
والمستشفيات المبرمجة للقصف.
إنه
العدو المتقدم المتوحّش فوق المدينة ، وفوق مدن عراقية أخرى .
ما
أوسع أحضانك يا " بغداد" ..
إنّها تتسع لآلاف الأطنان من الصواريخ وقنابل " الليّزر" وكتل المتفجرات.
صاروخ طويل ، طويل ، وعريض ، عريض ، يفلت من قذائف جنود شبان ينتصبون وراء مدافعهم
فوق السطوح .
يدنو ..يدنو وعلى أحد جوانبه توقيع بارز: " مع فائق التحيات وأخلص معاني الحب" .
يدنو ...يدنو ليبلغ أطفال العراق تحيات شرطة السلام، ويوزع عليهم قطعا من شهد
عالميّ خالص ، ثم يربت على أكتافهم ، ويدندن لهم حتى تثقل ملائكة النعاس جفونهم
الصغيرة.
السماء تُسقط نجومها ، أو تُمزّق الشمس ، وتقذف العراق بأشلائها المُحرقة.
أشلاء متفجرة ينزل بعضها ليتناول قهوة بمقهى " الزهاوي" وبعض آخر ينزل ليدخن نرجيلة
بمقهى " حسن عجمي"،ورهط أبي إلا أن يلعب الورق بمقهى " اليرازيلية " وآخر نزل على
عجل بمقهى " سحر" ينشّط دماغه في جولة شطرنج، أما الأشلاء الأخرى فهي إمّا تقوم
بجولة في " شارع" الرشيد وإمّا في وقفة تأمل على " جسر الجمهورية" أو " الجسر
المعلق " أو " جسر الشهداء" ..
ما
أوسع أحضانك يا عراق .
من
أين تأتيك هذه الطيور الأبابيل التي ترميك بحجارة من سجيل ؟ طيور تتبادل قبلات
الانتصار في الهواء ، وتصفق لمستشفي تبتلعه الأرض بمرضاه وأطبائه ، ولخزّانات
المياه تتهدّم ومولّدات الكهرباء تتفجر ، ولقطعان الأغنام والإبل تتحول إلى رماد.
طيور تسلح قنابل موجهة :
خذها يا " متبني" يا من تعرفك الخيل والبيداء.
خذها يا " معري" أيها الآتي بما لم تستطعه الأوائل
خذها يا " سياب" لن تشفع لك " شناشيل ابنة الجلبي" .
خذها يا " معروف الرصافي" .
خذها يا " حلاج" .
خذها يا تمثال الحرية .
خذها أيها الجندي المجهول .
خذيها جميعا أيتها النصب والتماثيل والمتاحف والمساجد والأسوار .
طيار يضغط على زرّ القذف بقدر ما في قلبه من حقد وعلى لسانه من عبارات السبّ
والشّتيمة :
"
من آية طينة أنتم ؟
بكم
من روح هي أجسادكم؟
كفوا عن الرقص والتلويح برايات النصر وإطلاق الزّغاريد. .
سنحولكم إلى مزيد من الفحم والرماد "
يضغط و يضغط إلى أن يعميه الحقد على مسافة الأمان فتحوّله بطاريات " العراق" إلى
لهب.
ذلك أفضل له من الوقوع في قبضة أطفال " العراق" الذين في حالة الظفر به سوف
يشبعونه ضربا على مؤخرته البيضاء ، ويطلون وجهه بالأحمر، ويكتبون على ظهره عبارات
شكر للحلفاء على الشهد العالمي الخالص الذي يمطرونهم به صباح مساء ..
ما
أرحب سماءك يا عراق ، تحلق فوقها كل كواسر العالم.
- د -
قصف الخط الكوفيّ *
"
قصف الخطّ الكوفيّ
سقطت فوق الكوفة قنبلة
فتلوّى التاّريخ وغام وأطرق خجلان
من
جاء بهذا الطير الناريّ إلى باب المسجد؟
كيف
امتدّ ودمّركلّ الأبوابْ
ومحا الأحرف
والزّخرف
والمحرابْ ؟
قصف
الخطّ الكوفيّ
لم
يبق من السّطر القادم
من
عصر القرآن ْ
إلاّ حرف مضفورٌ
فخرته النيران :" لا"
- ه -
<<
زوجي " مير ا"
-
كنت ومازلت أمقت الخيانة وأحفظ غيبتك. ليس ذلك خوفا من أحد بل احتراما لذاتي..
-
تصلك منيّ هدية . أتعرف ما هي ؟ قطعة من ملابسي الداخلية التي كنت تفضلها دائما.
ستكون تعويذة لجلب الحظ لا مثيل لها، لقد أعجبت أيضا صديقنا " مايك ". أخشى أن
يسرقها منك " سكوتْ".
-
طفلانا وأطفال المدينة لا خوف عليهم ، حليبهم متوفر ، أكفهم وأذرعتهم وسيقانهم بخير
. مدارسهم ورياضهم ومستشفياتهم نظيفة ومجهزة . كلّ البرامج الإذاعية والتلفزية
مخصّصة لطمأنتهم فلا خوف عليهم ولاخطر . الحرب في قارة أخرى غير قارتنا.
-
الخطوط الهاتفية بعضها مسخر للإجابة عن استفساراتهم .
-
التحف والتماثيل، طفلانا صارا يمسحان عنها الغبار كلّ يوم تقديرا لقيمتها
التاريخيّة والحضاريّة..
-
وصلنا خبر وقوع " ميليسا راسبون نيلي " في أسر أعدائنا في العراق . نخشى عليها ،
هنا ، من نهمهم الجنسي .
-
بلغنا أنّ في فرنسا يباع قناع صدام ب، 165 فرنكا، بينما يباع قناع " بوش" ب : 100
فرنك فقط. خطأ فادح وقع فيه حلفاؤنا الفرنسيون. إنهم يبرزون للعيان أنّ شخص صدّام
أغلى من شخص بوش ، هيهات.
-
جارتنا العربيّة سألتني اليوم ونحن ننزل في المصعد: " ماذا بعد تحرير الكويت ؟ هل
سيعرّج الحلفاء بجيوشهم المجيّشة في بلاد العرب على أرض فلسطين التي اغتصبتها
إسرائيل منذ ثلاثة وأربعين سنة فيحرّروها هي الأخرى ؟ "
-
هل صحيح أنّ إسرائيل لم تحترم أكثر من خمسمائة قرار دولي منه واحد وثلاثون قرارا
صوّت عليه مجلس الأمن ؟
-
أرأيت ماذا جرى لطيور الخليج وسلاحفها؟
إنّها تموت دون ذنب ، صدّام مسؤول عن موت نصف ألف سلحفاة وهلاك آلاف الطيور. لابدّ
من محاكمته على جرائمه التي ارتكبها في حقّ كلّ طير ، وكلّ سلحفاة . جمعيات الرفق
بالحيوانات ستتولىّ هذا الأمربعد انتهاء الحرب .
ماذا تنتظرون ؟ متى الزّحف البرّى ؟ أبعد أن تفنى طيور وسلاحف الخليج كلّها؟ عجلوا
بسحق جيش العراق . إنني أنزف حزنا على كلّ الطيور والسّلاحف التي نفقت أو حكم عليها
أن تعيش بقية العمر تحمل إعاقات .
-
ارجع إلينا يا " ميرا" سالما، فحياتنا بدونك تبقى ناقصة .
مع أخلص معاني الحب
الوفية " كاتي"
بروكلين 23/02/1991 >>
- و -
الوزّ المسكين *
"
هذا الملك الوحش النّجم تحدّث منذ أسابيع إلى إذاعة الكيان الصّهيونيّ ، أجل. عشنا
وسمعنا أصوت ممثلين سينمائيين عرب يتحدثون على الهواء مباشرة من إذاعة " أورشليم
القدس" وكان حديث الملك (...) مؤثرا ، فهو زعلان ( قوي) مما يحدث في الخليج ، لا
على المعالم الحضارية العربية ولا على الشهداء العرب ، ولا على مدينة البصرة
المدمرة، ولا على مدينة الكويت المحترقة ، بل على الوزّ المسكين ( ذنبه إيه الوز
المسكين ده اللي بيموت في مياه الخليج بسبب بقع النفظ ؟) هكذا قال الملك (...) من
إذاعة العدوّ الصّهيونيّ ، وبما أن الحديث كان غير متلفز ، فلست متأكدا ما إذا كان
بكى حزنا على الوزّ المسكين أم لا... "
جويلية 1991
*
الوصايا العشر : قصيدة للشاعر والخطاط العراقي " محمد سعيد الصكار" ممضاة
بتاريخ7/2/ 1991يتوجّه بها إلى
جيش الحلفاء البرّي بقيادة أمريكا. مجلّة النّاقد. العدد 35- ماي 1991ص 22 * قصف
الخط الكوفي : قصيدة لنفس الشاعر من نفس عدد مجلة الناقد ص 21
*
الوز المسكين : مقتطف من مقال للشاعر الفلسطيني " أحمد دحبور" جريدة الصّدى
التونسية. ركن " الخروج من الدائرة".