عزيز

مصطفى حمزة

[email protected]

إنّهُ هو ، عزيز !

كمْ ستشهدُ للهِ حارتُنا القديمةُ على أنينِ أمّهِ وهو يَنْهالُ عليها ضَرْباً حينَ كانَ يعودُ آخرَ الليلِ سـكرانَ ، أو حينَ كانَ يطلبُ منها مالاً ممّا تركَ أبوه للأرملةِ المسكينةِ وصغارِها !

ويتمرّدُ أنينُ المسكينةِ بينَ يديه دُعاءً من قلبٍ مكلومٍ :  " اللهُ يغضب عليكَ يا ولَدي ، ويشلّ يَديْك .. "

ثم ما لبثتْ أن ماتتْ ، ليهجر هو وإخوتُهُ بيتَهم ويغيبوا في المجهول ..

نعم إنّه هو ذلك الرجلُ الأربعينيُّ الواقفُ عند زاويةِ الطريقِ العامّ  ؛ يمدّ يدَهُ اليُسرى يتسـوّلُ المارّةَ ! أمّا يُمناه فكانتْ مَرْخِيّةً إلى جانبِهِ  ومشلولةً تماماً !