عزيز
11تشرين12008
مصطفى حمزة
مصطفى حمزة
إنّهُ هو ، عزيز !
كمْ ستشهدُ للهِ حارتُنا القديمةُ على أنينِ أمّهِ وهو يَنْهالُ عليها ضَرْباً حينَ كانَ يعودُ آخرَ الليلِ سـكرانَ ، أو حينَ كانَ يطلبُ منها مالاً ممّا تركَ أبوه للأرملةِ المسكينةِ وصغارِها !
ويتمرّدُ أنينُ المسكينةِ بينَ يديه دُعاءً من قلبٍ مكلومٍ : " اللهُ يغضب عليكَ يا ولَدي ، ويشلّ يَديْك .. "
ثم ما لبثتْ أن ماتتْ ، ليهجر هو وإخوتُهُ بيتَهم ويغيبوا في المجهول ..
نعم إنّه هو ذلك الرجلُ الأربعينيُّ الواقفُ عند زاويةِ الطريقِ العامّ ؛ يمدّ يدَهُ اليُسرى يتسـوّلُ المارّةَ ! أمّا يُمناه فكانتْ مَرْخِيّةً إلى جانبِهِ ومشلولةً تماماً !