عادة سيئة
م. زياد صيدم
استهجن بانفعال شديد منتقدا بعنف مقال زميله .. أسرف في الذم والقدح لمن كان بالأمس يمدحه ويشيد بمواقفه.. كان في بداية إقلاعه عن التدخين.. فاختلطت عليه الفقرات المقتبسة عن أفعى ينشر سمومه.. كان يهدف إلى تعريته والتدليل على صحة ونقاء فكره .. فما كان من زميله إلا الاعتذار لمن أساء الظن به .. وإبداء الخجل الشديد من نفسه .. وصورته الضبابية التى انعكست لاحقا على المرآة .. وقد اختفت معالمها نتيجة دخان كثيف .. كان ما يزال يتصاعد من سيجارته المتأججة بين أنامله !!.
****
ما يزال هادئا محتفظا بتوازنه .. هكذا بدا عليه حتى اللحظة.. مر وقت قصير.. سُمع صراخه وعويل أهل بيته من الصغار مذعورين .. اقر طبيب الحي لاحقا لزوجته .. بأنه يعانى من أعراض مؤقتة لنوبات جنون .. جراء نقص النيكوتين لامتناعه المفاجأ عن التدخين .. عندما خلت إلى نفسها .. اجتاحتها رعشة سرت في أنحاء جسدها.. وشعرت بفزع وخوف شديدين .. فشهر رمضان على الأبواب وهو لم يُشفى بعد .!!
****
تناول خلسة أول سيجارة في حياته بعمر المراهقة .. عندما عاد من غربته الطويلة.. كانت علبة السجائر تسبقه في جلساته وحديثه مع الآخرين .. مرت السنين وضج المنزل عويلا وصراخا .. في يوم وكأنه على ميعاد مع الزمن .. وإذ بشريط من الذكريات يتبادر إلى ذهنه بلمح البصر.. عندما صعد فجأة إلى سطح منزله !!.
إلى اللقاء.