الصبي صاحب القرن ينقذ المدينة من الهزّة

الصبي صاحب القرن

ينقذ المدينة من الهزّة!

سعد جورج جرايسي

*في اليوم الموعود، ومع انه لم يغف جيداً لكثرة انفعاله، فقد صحا "أدهم" مبكراً، جهز ثيابه المدرسية وحقيبته وبعد إن وضعت له أمه زوادته، غادر البيت متوجهاً إلى المدرسة.

فور اقترابه من البوابة رأى "أدهم" حشداً كبيراً من الطلاب ينتظر وصوله، وبالرغم من توتره، فقد حافظ على هدوءه بواسطة ابتسامته الجذابة، وحال دخوله استقبله جميع الطلاب بالتصفيق الحار، وبالرغم من كل هذا الضجيج فقد سمع احد الطلاب يساْل زميله عن هذا الورم (القرن) لماذا لا ينزعه، فتوجه "أدهم" إليه وأجاب: بالعكس إن له عدة فواْد، إذ يمكنني تعليق الحقيبة عليه عندما تتعب يدي من حملانها، فضحك الجميع لهذه النكتة التي أبرزت روح الدعابة لديه، وهذا ساهم في تقرب الطلاب منه وبرز التنافس بينهم على الجلوس بجانبه أو مشاركته طاولة الطعام وقت الغذاء أو في ضمه إليهم إثناء لعبة كرة القدم إذ كان له امتياز عليهم تمثل باستباقهم للكرات المرتفعة التي صوبها للشباك بواسطة قرنه.

غدت حياة "أدهم" مثيرة جدا، فبالرغم من إن الحياة الدراسية أصبحت تأخذ الحيز الأكبر من حياته، إلا إن علاقته بالشرطة لم تنقطع وبقي على عهده بتقديم المساعدات الكبرى في حل القضايا البوليسية، هذا الأمر أدى أحيانا بأن يرى الطلاب عدد من سيارات الشرطة التي كانت تأتي لتلقي الاستشارة منه، وتدريجياً انتقلت المساعدة إلى كل أهل المدينة، إذ كان ذلك داخل المدرسة عندما ساعد في العثور على احد الطلاب الذي كان عالقاً في احد المخازن أو في حل المشاكل التي كان يصادفها في الشارع مثل إرشاد سيدة عن مكان اختفاء ابنتها أو سيدة أخرى فقدت اثر قطتها.

إن أهمية "أدهم" ازدادت مع الوقت خصوصاً في ذلك اليوم الربيعي، فمنذ إن صحا من نومه أحس "أدهم" إن هذا يوم غير عادي، ومع مرور الدقائق والساعات الصباحية ازداد شعوره قوة بأن شيء ما سيحصل في ذلك اليوم لكنه لم يعرف ما هو.. لكن إحساسه ينبئه بأن حدث سيء جدا سيجري، فخلال الفرصة الأولى طلب من مدير المدرسة إجراء اتصال مع خاله واخبره عن إحساسه، المدير من قبله طلب من كادر المعلمين إن يكونوا متأهبين لحالة طوارئ كذلك فعل خاله الذي ابلغ قائد الشرطة الذي نشر إفرادها داخل المدينة، وبعد مرور اقل من ساعة بدأ "أدهم" يشعر بأن الأرض تهتز تحت قدميه، لكن احد غيره لم يشعر بذلك، فأبلغ خاله ومدير المدرسة بشعوره الذين بدورهم وبسرعة البرق تم تبليغ الجميع بالخروج من المباني أو الاختباء تحسباً لوقوع هزة أرضية، وبالفعل لم يمر نصف ساعة أخرى حتى ارتجت جدران المدرسة والمباني داخل المدينة، إن الأمر لم يتعد البضع الدقائق لكن الضرر كان كبير جداً، وفي نهاية اليوم تم تقييم الإضرار بمادية فقط، وذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده المجلس المحلي للمدينة وتم خلاله إرسال الشكر الجزيل إلى "أدهم" على تحذيره لهم.